فَرَجَعَ حَتَّى
مَرَّ عَلَيَّ مُوسَى، فَقَالَ: بِمَ أُمِرْتَ؟ قَالَ: بِخَمْسِينَ صَلاَةً قَالَ:
إِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ ذَلِكَ، ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ
التَّخْفِيفَ لأُِمَّتِكَ، فَالْتَفَتَ إِلَى جِبْرِيلَ -كَأَنَّهُ يَسْتَشِيرُهُ
فِي ذَلِكَ- فَأَشَارَ إِلَيْهِ أَنْ نَعَمْ إِنْ شِئْتَ، فَعَلاَ بِهِ جِبْرِيلُ
حَتَّى أَتَى بِهِ الْجَبَّارَ عز وجل وَهُوَ مَكَانُهُ، -هذا لفظ البخاري في
صحيحه، وفي بعض الطرق: «فَوَضَعَ عَنْهُ عَشْرًا» ([1])-،
ثُمَّ نَزَلَ حَتَّى مَرَّ بِمُوسَى، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى
رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، فَلَمْ يَزَلْ يَتَرَدَّدُ بَيْنَ مُوسَى
وَبَيْنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، حَتَّى جعلهَا خمْسا، فَأَمَرَهُ مُوسَى
بِالرُّجُوعِ وَسؤالُ التَّخْفِيف، قَالَ: قَدِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي،
وَلَكِنِّي أَرْضَى وَأُسَلِّمُ، فَلَمَّا بَعُدَ نَادَى مُنَادٍ: قَدْ أَمْضَيْتُ
فَرِيضَتِي، وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي ([2]).
واختلف الصحابة:
هل رأى ربه تلك الليلة أم لا ؟
*****
فهي خمس في العمل،
وخمسون في الميزان والفضل -ولله الحمد-، فمن حافظ على خمس صلوات في اليوم والليلة،
فكأنما صلى خمسين صلاة.
هذه مسألة: الرسول
صلى الله عليه وسلم كلمه ربه، وسمع كلام ربه، لكن هل رآه بعينه، أم لم يره؟
الجمهور على أنه لم يره بعينه.
ولما سئل: هل رأيت ربك؟ فقال: «نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ»؛ أي: محتجب سبحانه وتعالى بالنور، لا ينفذ إليه البصر، فالصحيح: أنه لم ير ربه بعينه،