×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فَرَجَعَ حَتَّى مَرَّ عَلَيَّ مُوسَى، فَقَالَ: بِمَ أُمِرْتَ؟ قَالَ: بِخَمْسِينَ صَلاَةً قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ ذَلِكَ، ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُِمَّتِكَ، فَالْتَفَتَ إِلَى جِبْرِيلَ -كَأَنَّهُ يَسْتَشِيرُهُ فِي ذَلِكَ- فَأَشَارَ إِلَيْهِ أَنْ نَعَمْ إِنْ شِئْتَ، فَعَلاَ بِهِ جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَى بِهِ الْجَبَّارَ عز وجل وَهُوَ مَكَانُهُ، -هذا لفظ البخاري في صحيحه، وفي بعض الطرق: «فَوَضَعَ عَنْهُ عَشْرًا» ([1])-، ثُمَّ نَزَلَ حَتَّى مَرَّ بِمُوسَى، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، فَلَمْ يَزَلْ يَتَرَدَّدُ بَيْنَ مُوسَى وَبَيْنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، حَتَّى جعلهَا خمْسا، فَأَمَرَهُ مُوسَى بِالرُّجُوعِ وَسؤالُ التَّخْفِيف، قَالَ: قَدِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي، وَلَكِنِّي أَرْضَى وَأُسَلِّمُ، فَلَمَّا بَعُدَ نَادَى مُنَادٍ: قَدْ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي، وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي ([2]).

واختلف الصحابة: هل رأى ربه تلك الليلة أم لا ؟

*****

فهي خمس في العمل، وخمسون في الميزان والفضل -ولله الحمد-، فمن حافظ على خمس صلوات في اليوم والليلة، فكأنما صلى خمسين صلاة.

هذه مسألة: الرسول صلى الله عليه وسلم كلمه ربه، وسمع كلام ربه، لكن هل رآه بعينه، أم لم يره؟ الجمهور على أنه لم يره بعينه.

ولما سئل: هل رأيت ربك؟ فقال: «نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ»؛ أي: محتجب سبحانه وتعالى بالنور، لا ينفذ إليه البصر، فالصحيح: أنه لم ير ربه بعينه،


الشرح

([1] أخرجه: ابن حبان رقم (50)، والبزار رقم (9518).

([2] أخرجه: البخاري رقم (3887)، ومسلم رقم (164).