في المساء يريدون
قتله عند خروجه في النهار، وينظرون إليه من خلل الباب.
الله جل وعلا أرسل
جبريل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم، وأخبره بمكيدتهم له، النبي صلى
الله عليه وسلم أمر عليًّا رضي الله عنه أن ينام على فراشه؛ حتى يظنوا أنه الرسول.
نام علي رضي الله
عنه على فراش النبي صلى الله عليه وسلم، وهم ينظرون إليه على أنه الرسول، يترقبون
استيقاظه وخروجه حتى ينفذوا خطتهم فيه.
الرسول صلى الله
عليه وسلم خرج من بينهم، لا يشعرون به، وأخذ كفًا من التراب وذره على رؤوسهم، وهو
يتلو قوله تعالى: ﴿وَجَعَلۡنَا
مِنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ سَدّٗا وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ سَدّٗا فَأَغۡشَيۡنَٰهُمۡ
فَهُمۡ لَا يُبۡصِرُونَ﴾ [يس: 9]، خرج وهم لا يشعرون به، وهم ينظرون إلى علي رضي
الله عنه على الفراش، يظنون أنه الرسول.
الرسول صلى الله
عليه وسلم خرج، وذهب إلى أبي بكر رضي الله عنه في بيته، وكان قبل ذلك قد أشعر أبا
بكر رضي الله عنه بأن الله قد أذن له في الهجرة، فطلب أبو بكر رضي الله عنه أن
يصحبه في الهجرة، فأجابه صلى الله عليه وسلم، وطلب أبو بكر رضي الله عنه أن يأذن
له أن يجهز الرسول صلى الله عليه وسلم، فجهزه براحلة له، وراحلة لعلي رضي الله عنه
ثم خرجا من بيت أبي بكر رضي الله عنه مختفيين بالليل من خَوْخَةِ - أي: فتحة صغيرة - في جانب بيت أبي بكر، فخرجا مختفيين، وذهبا إلى غار ثور جنوب مكة، هكذا فعل النبي صلى الله عيله وسلم؛ من أجل أن يوهمهم؛ لأن المدينة - كما هو معلوم - تقع شمال مكة، طريق المدينة شمال مكة، لكنه صلى الله عليه وسلم ذهب إلى جنوب مكة؛ ليخفي عليهم الجهة.