×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ يَرْحَلُ مِنْ مُضَرَ، أَوْ مِنَ الْيَمَنِ، إِلَى ذِي رَحِمِهِ، فَيَأْتِيهِ قَوْمُهُ، فَيَقُولُونَ: احْذَرْ غُلاَمَ قُرَيْشٍ، وَيَمْشِي بَيْنَ رِحَالِهِمْ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ عز وجل يُشِيرُونَ إِلَيْهِ بِالأَْصَابِعِ، حَتَّى بَعَثَنَا اللَّهُ مِنْ يَثْرِبَ، فَيَأْتِيهِ الرَّجُلُ فَيُؤْمِنُ بِهِ، فَيُقْرِئُهُ الْقُرْآنَ فَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ، فَيُسْلِمُونَ بِإِسْلاَمِهِ، فأجمعنا،

*****

الدعاة لا بد لهم من قوي ذي سلطان يحميهم من أذى الناس؛ إذ ليس بالدعاة غني عن ولاة الأمور أبدًا، فيدعون ولاة الأمور، وإذا اهتدى ولاة الأمور، أصلح الله بهم البقية، وأما أنهم يعادون ولاة الأمور، ويسبون ولاة الأمور، وينفرون منهم، فهذه ليست طريقة دعوة أبدًا.

اشتهر عند الناس وعند العرب أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه رجل ضال، وأنه يدعو الناس إلى ترك دين آبائهم، فكانوا يحذرون من هذا الغلام، ويحذرون من يأتي منهم إلى مكة من هذا الغلام، بلغ بهم الأمر إلى هذا الحد.

وما أشبه الليلة بالبارحة، الآن الذي يدعو إلى التوحيد يحذرون منه، ويصفونه بالأوصاف: أنه وهابي، وأنه كذا، هذا الوصف ما زال موجود.

يُشِيرُونَ إِلَيْهِ بِالأَْصَابِعِ: ذمًّا له.

يَثْرِبَ: هو اسم المدينة في الجاهلية، ولما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إليها، سماها المدينة، وسماها طيبة، وطابة، ونهى عن تسميتها يثرب.

هؤلاء أهل المدينة.


الشرح