فأسلم على يديهما
بشر كثير، منهم: أُسيد بن الحُضير، وسعدُ بن معاذٍ، وأسلم بإسلامهما يومئذٍ جميع
بني عبد الأشهل، إلا الأُصيرم، فإنه تأخر إسلامُهُ إلى يوم أُحدٍ، فأسلم حينئذٍ،
وقاتل رضي الله عنه حتى قُتل، ولم يسجد لله سجدةً فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صلى الله
عليه وسلم: «عَمِلَ قَلِيلاً وَأُجِرَ كَثِيرًا» ([1]).
وكثر الإسلام في
المدينة وظهر، ثُم رجع مُصعب رضي الله عنه إلى مكة، ووافى الموسم ذاك العام خلقٌ
كثيرٌ من الأنصار من المُسلمين والمُشركين، وزعيم القوم البراء بن معرورٍ، فكانت
بيعة العقبة وكان أول من بايعه البراء بن معرورٍ رضي الله عنه، وكانت له اليد
البيضاءُ؛ إذ أكد العقد، وبادر إليه، واختار رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم
تلك الليلة اثني عشر نقيبًا.
*****
من زعماء الأنصار.
أي: أنه أسلم، وقُتل
في الحال، قبل أن يسجد لله سجدة، فدخل الجنة بإسلامه وصدقه وجهاده.
هذه شهادة من رسول
الله صلى الله عليه وسلم له.
زعيم القوم من أهل
المدينة هو البراء بن معرور رضي الله عنه.
هذه بيعة العقبة
الثانية.
قوله: «نقيبًا»؛ أي: زعيمًا، فالنقيب هو زعيم القوم الذي
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2808)، ومسلم رقم (1900).