×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

ثم خرج الناس أرسالاً، ولم يبق بمكة من المسلمين إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعلي رضي الله عنهما، أقاما بأمره لهما، وإلا من احتبسهُ المشركون كرهًا، وأعد رسول الله صلى الله عليه وسلم جهازهُ ينتظر متى يؤمرُ، وأعد أبو بكر جهازهُ.

فلما رأى المشركون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خرجوا، وساقُوا الذراري والأموال إلى المدينة، وأنها دار منعةٍ، وأهلها أهل بأسٍ، خافوا خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، فيشتد عليهم أمرُهُ، فاجتمعُوا في دار الندوة، وحضرهم إبليس في صُورة شيخٍ من أهل نجدٍ مُشتمل الصماء في كسائه، فأشار كل واحدٌ برأيٍ، والشيخُ لا يرضى.

*****

أي: جهاز السفر.

نجد: النجد هو ما ارتفع من الأرض ([1])، ومنه نجد اليمامة؛ لأنها مرتفعة.

الصماء: هو اللحاف الذي يلتحف به الإنسان.

أي: أن إبليس لا يرضى الآراء التي يبدونها، إلا رأى أبي جهل.


الشرح

([1] انظر مادة (نجد) في: العين (6/83)، وتهذيب اللغة (10/349)، والصحاح (2/542)، ومقاييس اللغة (5/391).