فَقَالَ
لَهُ: إِنَّمَا هُمْ أَهْلُكَ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ قَدْ
أَذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ؟»، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: رضي الله عنه: الصُّحْبَةَ
يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: «نَعَمْ»، قَالَ: فَخُذْ بِأَبِي وَأُمِّي إِحْدَى
رَاحِلَتَيَّ هَاتَيْنِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «بِالثَّمَنِ»
([1]).
وأمر
عليًّا رضي الله عنه أن يبيت في مضجعه تلك الليلة.
واجتمع
أولئك النفر يتطلعون من صير الباب، ويريدون بياتهُ، ويأتمرون: أيهم يكون أشقاها.
فخرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ حفنة من البطحاء، فجعل يذره على رءوسهم، وهو
يتلو: ﴿وَجَعَلۡنَا مِنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ سَدّٗا وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ سَدّٗا
فَأَغۡشَيۡنَٰهُمۡ فَهُمۡ لَا يُبۡصِرُونَ﴾ [يس:
9].
ومضى
صلى الله عليه وسلم إلى بيت أبي بكر، فخرجا من خَوخَهٍ فيها ليلاً، وجاء رجُل،
فرأى القوم ببابه، فقال: ماذا تنتظرون؟ قالوا: مُحمدًا، قال: خبتم وخسرتم، قد
والله مر بكم وذر على رءوسكم التراب، فقاموا ينفضون عن رءوسهم، فلما أصبحوا، قام
علي عن الفراش، فسألوه عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: لا علم لي به.
*****
قال تعالى: ﴿وَيَمۡكُرُونَ وَيَمۡكُرُ ٱللَّهُۖ﴾ [الأنفال: 30].
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2138).