×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فَقَالَ لَهُ: إِنَّمَا هُمْ أَهْلُكَ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ قَدْ أَذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ؟»، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: رضي الله عنه: الصُّحْبَةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: «نَعَمْ»، قَالَ: فَخُذْ بِأَبِي وَأُمِّي إِحْدَى رَاحِلَتَيَّ هَاتَيْنِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «بِالثَّمَنِ» ([1]).

وأمر عليًّا رضي الله عنه أن يبيت في مضجعه تلك الليلة.

واجتمع أولئك النفر يتطلعون من صير الباب، ويريدون بياتهُ، ويأتمرون: أيهم يكون أشقاها.

فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ حفنة من البطحاء، فجعل يذره على رءوسهم، وهو يتلو: ﴿وَجَعَلۡنَا مِنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ سَدّٗا وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ سَدّٗا فَأَغۡشَيۡنَٰهُمۡ فَهُمۡ لَا يُبۡصِرُونَ [يس: 9].

ومضى صلى الله عليه وسلم إلى بيت أبي بكر، فخرجا من خَوخَهٍ فيها ليلاً، وجاء رجُل، فرأى القوم ببابه، فقال: ماذا تنتظرون؟ قالوا: مُحمدًا، قال: خبتم وخسرتم، قد والله مر بكم وذر على رءوسكم التراب، فقاموا ينفضون عن رءوسهم، فلما أصبحوا، قام علي عن الفراش، فسألوه عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: لا علم لي به.

*****

قال تعالى: ﴿وَيَمۡكُرُونَ وَيَمۡكُرُ ٱللَّهُۖ [الأنفال: 30].


الشرح

([1] أخرجه: البخاري رقم (2138).