وكان عامر بن
فهيرة رضي الله عنه يرعى عليهما غنمًا لأبي بكر، ومكثا فيه ثلاثًا حتى خمدت عنهما
نار الطلب.
ثم جاءهما ابن
أريقطٍ بالراحلتين، فارتحلا، وأردف أبو بكر عامر بن فهيرة، وسار الدليل أمامهما،
وعين الله تصحبهما، وإسعاده ينزلهما ويرحلهما.
ولما أيس
المشركون منهما، جعلوا لمن جاء بهما دية كل واحدٍ منهما، فجد الناس في الطلب،
والله غالب على أمره.
فلما مروا بحي
بني مدلج مصعدين من قُديدٍ، بصر بهم رجل من الحي، فقال لهم: لقد رأيتُ بالساحل
أسودة ما أُراها إلا مُحمدًا وأصحابهُ، ففطن سراقةُ، فأراد أن يكون له الظفر
خاصةً، وقد سبق له من الظفر ما لم يكن في حسابه.
فقال:
بل هم فلان وفلان، خرجا في طلب حاجةٍ لهما،
*****
سراقة بن مالك رد
على هذا الرجل، وقال له: هذا ليس محمدًا، هذا فلان وفلان، أنا أعرفهم. وهو يريد أن
تكون الجائزة له، والله عز وجل أراد لسراقة أعظم من ذلك
يقول: هذا فلان وفلان، أنا أعرفهم. يريد أن يعمي على الرجل.