×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

ثُم مكث قليلاً، ثم قام، فدخل خباءهُ، وقال لخادمته: اخرجي بالفرس من وراء الخباء، وموعدك وراء الأكمة. ثُم أخذ رمحهُ، وخفض عاليه يخط به الأرض، حتى ركب فرسهُ، فلما قرب منهم، ومع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو لا يلتفتُ، وَأَبُو بَكْرٍ يُكْثِرُ الاِلْتِفَاتَ.

فقال أبو بكر: يا رسول الله، هذا سراقه قد رهقنا، فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فساخت يدا فرسه في الأرض.

فقال: قد علمتُ أن الذي أصابني بدُعائكمُا، فادعوا الله لي، ولكما علي أن أرد الناس عنكما، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فأطلق فرسهُ، وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتب له كتابًا، فكتب له أبو بكر بأمره في أديمٍ ([1])، وكان معهُ إلى يوم فتح مكة.

*****

يريد أن تكون الجائزة له؛ يخبر قريشًا.

قوله: «وَأَبُو بَكْرٍ يُكْثِرُ الاِلْتِفَاتَ»؛ خائفًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، يكثر الالتفات؛ حراسة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

يريد أن يكتب له الرسول كتابًا فيه عطية له، وثيقة من الرسول صلى الله عليه وسلم.

قوله: «أديمٍ»؛ أي: جلد؛ ليس عندهم ورق.

احتفظ سراقة بهذا الأديم وهذه الكتابة إلى يوم فتح مكة، فأعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم ما وعده.


الشرح

([1] أخرجه: البخاري رقم (3906).