×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فجاء بالكتاب، فوفاه له رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: «الْيَوْمُ يَوْمُ وَفَاءٍ وَبِرٍّ» ([1])، وعرض عليهما الزاد والحملان، فقالا: لا حاجة لنا به، ولكن عم عنَّا الطلب، فقال: قد كفيتم.

ورجع، فوجد الناس في الطلب، فجعل يقُولُ: قد استبرأت لكُمُ الخبر، فكان أول النهار جاهدًا عليهما، وآخره حارسًا لهما ([2]).

ثُم مرًا في مسيرهما ذلك بخيمتي أم معبدٍ الخزاعية،

*****

قوله: «عم عنا الطلب»؛ أي: عم عنا طلب قريش، قل لهم: ليس في اتجاهكم أحد، ولم أر أحدًا، ارجعوا.

هذا من لطف الله سبحانه وتعالى.

وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم؛ في طريقه مرَّ بخيمتين لامرأة يقال لها: أم معبد، وكانت تستضيف الناس المارة، ولكن يوم أن مرَّ عليها الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه لم يكن لديها شيء تضيفهما به، والسنة سنة جدب، والغنم هزيلة، وسارحة في الرعي -أيضًا-، ولا يوجد إلا شاة هزيلة، لا تستطيع المشي، فاستأذنها النبي صلى الله عليه وسلم في أن يحلبها، قالت: ليس فيها شيء، قال لها: «ائْذَنِي لِي»، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهرها، فدرت، وحلبها، وملأ الإناء، وشربوا كلهم، وأم معبد، ثم حلب ثانيًا، وملأ الإناء، فهذه من معجزاته صلى الله عليه وسلم.


الشرح

([1] أخرجه: ابن هشام في سيرته (1/490)، والفاكهي في أخبار مكة (5/36).

([2] أخرجه: البخاري رقم (3911).