وذكر القصة، ثم
قال: وأصبح صوت عاليًا بمكة يسمعونهُ، ولا يرون القائل:
جزى الله رب الناس خير جزائه
رفيقين حلا خيمتي أم معبد
هما نزلا بالبر وارتحلا به
وأفلح من أمسي رفيق محمد
فيا
لقصي ما زوى الله عنكم
به من فعالٍ لا يجازى وسودد
سلوا أختكم عن شاتها وإنائها
فإنكم إن تسألوا الشاء تشهد
دعاها
بشاةٍ حائلٍ فتحلبت
لهُ بصريح ضرة الشاة مزيد
نبي يرى ما لا يرى الناس حوله
ويتلو كتاب الله في كل مشهدِ
*****
جاء جني إلى مكة
يلقي هذه الأبيات، يصف ما حدث لأم معبد من العجب، فهم يسمعونه، ولا يرونه، وحفظوا
الأبيات منه، فعلموا أن الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه الجهة، الذين يطلبون
الرسول علموا مكانه، ولكن فاتهم.
أي: الرسول صلى الله
عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه.
قوله: «فيا لقصي ما
زوى الله عنكم»، هذا فيه لوم على أهل مكة، يقول: كيف يتركون هذا الرجل يخرج من
عندهم؟!
«مُزبد»؛ أي: صار الزبد على الإناء من الحليب.