×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

قال الزهري: «وكان ممن يسمى لنا من القبائل الذين عرض نفسه عليهم: بنو عامر بن صعصعة، ومُحاربُ بن حصفة، وفزارةُ، وغسانُ، ومرةُ، وحنيفةُ، وسليمٌ، وعباس، وبنو النضر، وبنو البكاء، وكندةُ، وكلبٌ، والحَارثُ بنُ كعبٍ، وعذرةُ، والحضارمةُ، فلم يستجب منهم أحد» ([1]).

وكان مما صنع الله لرسوله صلى الله عليه وسلم أن الأوس والخزرج كانوا يسمعون بين حُلفائهم

*****

لكنه صلى الله عليه وسلم بلغهم الدعوة.

المهم في أول مرحلة تبليغ الدعوة، ثم الاستجابة تأتي فيما بعد.

هذه هي النتيجة والثمرة، أثمرت دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، بعد الصبر والمثابرة وانتظار الفرج يسر الله له قبيلة، استجابت له، وهي قبيلة الأوس والخزرج من المدينة.

وقد كان اليهود يجاورونهم في المدينة، ويحصل بينهم قتال، ويقول اليهود: سيبعث نبيٌ قريب عهده، فنقاتله معه، ونقتلكم قتل عاد، فصار عند الأوس والخزرج توقع لبعثة هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا من تيسير الله عز وجل، فلما جاءهم صلى الله عليه وسلم في عرفة ودعاهم، قالوا: هذا الذي تتوعدكم به يهود، فلا يسبقوكم إليه. فمنَّ الله عليهم، وسبقوا إليه، واليهود حرموا منه.


الشرح

([1] أخرجه: ابن سعد في «طبقاته» (1/168).