×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام، فقال إياسُ بن معاذٍ -وكان شابًا-: يا قوم، هذا والله خير مما جئنا له، فضربه أنس، وانتهرهُ، فسكت، فانصرفوا إلى المدينة ([1]).

ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي عند العقبة في الموسم ستة نفرٍ، كلهم من الخزرج.

*****

أي: أن اتباع هذا الرسول خير من الحلف.

تقدم أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعرض دعوته على القبائل في موسم الحج وفي مواسم الأسواق العربية، التي يجتمع فيها الناس؛ يعرض عليهم دعوة التوحيد، والنهي عن الشرك، ويطلب منهم أن يحموه ويناصروه؛ حتى يتمكن من الدعوة إلى الله عز وجل، ويبلغ رسالة ربه؛ لأن الداعي لا بد أن يكون له من ينصره، ويؤازره، ويحميه؛ لأنه سيتعرض إلى معارضين، وإلى مناوئين له، ولن يتركه الناس يدعو إلى الله، ويبين بطلان ما عليه المشركون، ويأمر بتوحيد الله، لن يرضوا بهذا، يريدون أن ينتصروا لدينهم - ولو كان باطلاً-؛ فكان الداعي لا بد له ممن يحميه.

وكان في أول دعوته صلى الله عليه وسلم يؤازره ويحميه من أذى قومه عمه أبو طالب، وزوجه خديجة بنت خويلد أم المؤمنين، كانا يناصرانه، فأبو طالب يدفع عنه أذى قومه، وخديجة رضي الله عنها تؤانسه، وتخفف عنه الهم الذي يلقاه، فكان صلى الله عليه وسلم يأنس بها، ويأوي إليها، فكانت رضي الله عنها تطمئنه على دعوته.


الشرح

([1] أخرجه: ابن هشام في «سيرته» (1/427).