×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

ثم ركب صلى الله عليه وسلم، فأخذوا بخطام راحلته، هلم إلى العدد والعدة والسلاح والمنعة، فقال: «خَلُّوا سَبِيلَهَا فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ».

*****

كلما مر على أهل بيوت، يعرضون عليه صلى الله عليه وسلم أن ينزل عندهم، ويعدونه بالمنعة والسلاح والقوة؛ لحبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وارتباطهم به، وحُق لهم ذلك؛ المدينة في أول الأمر لم يكن لها ذكرٌ في التاريخ، إلا الغزوات والقتال بينهم، والغارات والثارات بين الأوس والخزرج واليهود، فلما أن قدمها صلى الله عليه وسلم، أشرق فيها النور الإلهي، ونزلت عليها السكينة وأطفأ الله عز وجل ما بينهم من عدوات، وأنزل الله تعالى قوله: ﴿وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا [آل عمران: 103].

أي: ناقته، يأخذون بزمامها، ويطلبون منه النزول عندهم، فيقول صلى الله عليه وسلم: «خَلُّوا سَبِيلَهَا فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ»؛ أي: أنها تمشي بأمر الله عز وجل، فترك لها المشي على ما تريد بأمر الله عز وجل.

*****


الشرح