×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فلم تزل ناقته سائرة به، لا تمر بدار من دور الأنصار، إلا رغبوا إليه في النزول عليهم، وهو يقول: «دَعُوهَا، فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ».

فسارت حتى وصلت موضع مسجده اليوم، فبركت، ولم ينزل عنها حتى نهضت، وسارت قليلاً، ثم التفتت، ورجعت في موضعها الأول، فبركت، فنزل عنها، وذلك في بني النجار أخواله ([1]).

وكان من توفيق الله لها؛ فإنه أحب أن ينزل عليهم؛ ليكرمهم بذلك.

*****

فنزل صلى الله عليه وسلم، واستقر النزول في هذا، وأسس مسجده صلى الله عليه وسلم، وأسس بيوته في هذا المكان.

الناقة صارت مأمورة، الله أمرها، وسيرها إلى هذا المكان.

بنو النجار من الأنصار، وهم أخواله صلى الله عليه وسلم، أخوال أبيه عبد الله بن عبد المطلب.

أحب صلى الله عليه وسلم أن ينزل على أخواله من بني النجار، والله عز وجل ساق الناقة إلى هذا المكان الذي يحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحب أهله.


الشرح

([1] أخرجه: ابن هشام في «سيرته» (1/494-495)، وابن سعد في «طبقاته» (1/ 183).