وجعل صلى الله
عليه وسلم قبلته إلى بيت المقدس، وجعل له ثلاثة أبوابٍ: بابًا في مؤخره، وبابًا
يقال له: باب الرحمة، والباب الذي يدخل منه صلى الله عليه وسلم، وَجَعَلَ عُمُدُهُ
الجذوعوَسَقْفُهُ الجَرِيدُ.
وقيل له: ألا
تسقفه يا رسول الله؟ فقال: «لاَ، بَلْ عَرِيشٌ كَعَرِيشِ مُوسَى» ([1]).
وبنى صلى الله عليه وسلم بيوتًا إلى جانبه -بُيُوت أزواجه- باللبن، وسقفها بالجذوع
والجريد.
*****
لأن الله عز وجل لم
ينسخ القبلة إلا فيما بعد، وأيضًا يريد أن يتألف اليهود، ولا ينفرهم.
الباب الذي على بيت
الرسول صلى الله عليه وسلم العيون، وأبواب للناس.
جَعَلَ عُمُدُهُجذوع
النخل، وسقفه الجريد، فلم يضع عليه الطين، وإنما الجريد والخوص، الذي يسمى
بالعريش.
وهذا المسجد المبني
من الطين واللبن والمسقوف بالجريد أضاء الدنيا كلها، وصار مصدر إشعاع للعالم، وهذا
من فضل الله سبحانه وتعالى.
الرسول صلى الله
عليه وسلم يريد التواضع، ولا يريد الزخرفة والأبهة، طالما أنه يظلل الناس، ويحميهم
من الشمس، فهذا يكفي.
حتى إنه صلى الله
عليه وسلم إذا نزل المطر، فإنه ينزل على أرضية المسجد، ويسجد الرسول صلى الله عليه
وسلم على الماء والطين، حتى يرى في جبهته أثر الماء والطين صلى الله عليه وسلم ([2]).
مثل المسجد.
([1]) أخرجه: الدارمي رقم (38)، والطبراني في «الشاميين» رقم (2153).