×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فلما فرغ من البناء بنى بعائشة رضي الله عنها في البيت الذي بناه لها شرقي المسجد، وجعل لسودة رضي الله عنها بيتًا آخر.، ثم أخى بين المهاجرين والأنصار، وكانوا تسعين رجلاً، نصفهم من المهاجرين، ونصفهم من الأنصار، على المواساة،

*****

وأما الحجرات الباقية، فهي شمالي المسجد.

سودة بنت زمعة رضي الله عنها.

سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم فيها عجائب وفوائد، وفقه، مشحونة ومملوءة بالعلم النافع، لكنها تحتاج إلى عناية، دراسة، وأما الآن فتقرأ للبركة، ولا تقرأ في السنة إلا يومًا واحدًا، وهو يوم المولد؛ كما هو الحال عند الخرافيين، بل يجب أن تقرأ دائمًا، تُفَقَّه، وتشرح للناس.

بعد بناء المسجد والفراغ من ذلك آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار، وهذه أخوة خاصة، وإلا فإن المؤمنين كلهم إخوة في الدين والعقيدة، فهذه أخوة عامة وباقية إلى أن تقوم الساعة: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ [الحجرات: 10]، وقال تعالى: ﴿رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ[الحشر: 10]

وإنما هذه الأخوة أخوة مواساة، زيادة على أخوة الإيمان؛ وذلك لأن المهاجرين ليس معهم أموال ولا مساكن، فقد تركوا أموالهم، وتركوا مساكنهم، وهاجروا من مكة إلى المدينة متجردين من أموالهم ومن بيوتهم: ﴿أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَأَمۡوَٰلِهِمۡ [الحشر: 8]، هاجروا إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.


الشرح