×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

ولو كان كذلك، لكان أحق الناس بأخوته الصديق، الذي قال فيه: «لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي خَلِيلاً، لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً، وَلَكِنْ أَخِي وَصَاحِبِي» ([1]).

وهذه الأخوة وإن كانت عامةً كما قال صلى الله عليه وسلم: «وَدِدْتُ أَنْ قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا»، فَقَالُوا: أَلَسْنَا إِخْوَانَكَ؟ قَالَ: «أَنْتُمْ أَصْحَابِي، وَإِخْوَانِي قَوْمٌ يَأْتُونَ مِنْ بَعْدِي، يُؤْمِنُونَ بِي وَلَمْ يَرَوْنِي» ([2]).

*****

قوله: «واتخذ عليًا أخًا»؛ هذا دس من الكذابين.

الأخوة العامة هذه باقية بين المؤمنين من أولهم إلى آخرهم، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «وَدِدْتُ أَنْ قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا»، قَالُوا: أَلَسْنَا إِخْوَانَكَ؟ قَالَ: «أَنْتُمْ أَصْحَابِي، وَإِخْوَانِي قَوْمٌ يَأْتُونَ مِنْ بَعْدِي، يُؤْمِنُونَ بِي وَلَمْ يَرَوْنِي»، يؤمنون به، ولم يروه، فهؤلاء إخوان، وأما الذين معه، فهؤلاء أصحابه صلى الله عليه وسلم.

فالصحابة لهم مزيتان: الأخوة والصحبة، وأما من يأتي من بعدهم، فإن له الأخوة فقط، دون الصحبة.

كل من آمن بالرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن تقوم الساعة، فإنه أخوه، وليس من أصحابه، فالأخوة باقية.


الشرح

([1] أخرجه: البخاري رقم (467).

([2] أخرجه: مسلم رقم (249).