وسياق السورة يدل
على أن فيها المكي والمدني؛ فإن قصة إلقاء الشيطان في أمنيته مكية. والله أعلم.
ثم فرض عليهم
القتال بعد ذلك لمن قاتلهم، فقال تعالى: ﴿وَقَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ﴾[البقرة:
190].
ثم فرض عليهم
قتال المشركين كافة، وكان محرمًا، ثم مأذونًا به،
*****
سورة الحج فيها آيات
مكية؛ مثل: قوله تعالى: ﴿وَمَآ
أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٖ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّآ إِذَا تَمَنَّىٰٓ أَلۡقَى ٱلشَّيۡطَٰنُ فِيٓ
أُمۡنِيَّتِهِۦ﴾ [الحج: 52]، هذا في مكة.
ومثل: ما جاء في
سورة النجم؛ قصة الغرانيق ([1])، مثل هذه.
الذي حصل من إلقاء
الشيطان في تلاوة الرسول صلى الله عليه وسلم، وسمعه المشركون هذا في مكة.
هذه المرتبة
الثانية: لما أذن لهم -هذه توطئة-، ثم أمرهم أمرًا مقيدًا، فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَقَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ
ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ﴾ [البقرة: 190]، فالأمر في
الآية أمر مقيد بـ ﴿ٱلَّذِينَ
يُقَٰتِلُونَكُمۡ﴾.
هذه آخر المراحل،
فرض عليهم قتال المشركين كافة؛ الذين يقاتلون المسلمين، والذين لا يقاتلونهم.
مراحل القتال
بالاختصار:
أولاً: كان القتال محرمًا، وهذا يوم أن كان في مكة.
([1]) أخرجه: الطبراني في «الكبير» رقم (8316)، والضياء في «المختارة» رقم (84).