×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

مهر الجنة والمحبة بذل النفس والمال لمالكهما، فما للجبان المعرض المفلس وسوم هذه السلعة ؟!

بالله ما هزلت؛ فيستامها المفلسون، ولا كسدت؛ فينفقها بالنسيئة

*****

لمالكهما: هو مالكهما، ومع هذا يباع النفس والمال على الله، فهذا فضل من الله سبحانه وتعالى.

لا يسومها إلا المؤمن الصادق، وأما الجبان المفلس، فلا يسومها، وإنما يطلب الدنيا وحطام الدنيا، ويخلد للراحة والحياة.

ما هزلت حتى لا يسومها إلا المفلسون، بل يسومها أشراف الناس وأكابرهم: الأنبياء، والمرسلون، وسادة المؤمنين، أما إذا هزلت فلا يسومها، إلا المفلس.

يقول الشاعر:

لقد هزلت حتى بَدَا من هزالها   كلاها وحتى سامها كل مفلس

فالسلعة الغالية لا يسومها إلا أكابر الناس والأثرياء، وأما الشيء التافه، فهذا يسومه كل أحد مفلس، ليس عنده شيء.

ولا كسدت هذه السلعة فَيُنْفقَهَا.

والتنفيق: هو عرض السلعة للبيع والإغراء بشرائها؛ بمدحها.

وقوله: «بِالنَّسِيئَةِ»؛ أي: بالثمن المؤجل؛ لأن الثمن المؤجل إنما يكون على المعسر، فالمعسر هو الذي يشتري مؤجلاً؛ لأنه ليس عنده شيء.


الشرح