×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فلو يعطى الناس بدعواهم لادعى الخلي حرقة الشجي

*****

 بالبرهان والحقيقة، فعلامة محبة الله اتباع رسوله، وثمرتها نيل محبة الله عز وجل، ونيل المغفرة من الله، قال تعالى: ﴿يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ.

قال صلى الله عليه وسلم: «لَوْ يُعْطَى النَّاسُ بِدَعْوَاهُمْ، لاَدَّعَى نَاسٌ دِمَاءَ رِجَالٍ وَأَمْوَالَهُمْ، وَلَكِنَّ الْيَمِينَ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ» ([1]).

الكل يتمنى، لكن لا بد أن يكون الكلام على الحقيقة، واليهود يقولون: إنهم يحبون الله؛ قال تعالى: ﴿وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ وَٱلنَّصَٰرَىٰ نَحۡنُ أَبۡنَٰٓؤُاْ ٱللَّهِ وَأَحِبَّٰٓؤُهُۥۚ [المائدة: 18]؛ أي: الفقراء إليه، وليس المراد أنهم أولاده سبحانه وتعالى.

وفي الحديث: «الْخَلْقُ عِيَالُ اللَّهِ» ([2])؛ أي: فقراء إلى الله.

وقيل: إن اليهود والنصارى يدعون أنهم أبناء الله سبحانه وتعالى من النسب -أيضًا-، هذا كما جاء في قوله تعالى: ﴿وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ عُزَيۡرٌ ٱبۡنُ ٱللَّهِ وَقَالَتِ ٱلنَّصَٰرَى ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ ٱللَّهِۖ [التوبة: 30].

وفي المثل: «ويل للشجي من الخلي» ([3])؛ أي: ويل للمهموم من الفارغ.

فالذي لا يريد السلعة هذا خلي، والذي يريد السلعة هذا شجي.


الشرح

([1] أخرجه: مسلم رقم (1711).

([2] أخرجه: أبو يعلى رقم (3315)، والبزار رقم (6947)، والطبراني في «الكبير» رقم (7048).

([3] انظر: جمهرة الأمثال (2/338)، والأمثال للهاشمي (1/263)، ومجمع الأمثال (2/ 273).