فلو يعطى الناس
بدعواهم لادعى الخلي حرقة الشجي
*****
بالبرهان والحقيقة، فعلامة محبة الله اتباع
رسوله، وثمرتها نيل محبة الله عز وجل، ونيل المغفرة من الله، قال تعالى: ﴿يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ
وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ﴾.
قال صلى الله عليه
وسلم: «لَوْ يُعْطَى النَّاسُ بِدَعْوَاهُمْ، لاَدَّعَى نَاسٌ دِمَاءَ رِجَالٍ
وَأَمْوَالَهُمْ، وَلَكِنَّ الْيَمِينَ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ» ([1]).
الكل يتمنى، لكن لا
بد أن يكون الكلام على الحقيقة، واليهود يقولون: إنهم يحبون الله؛ قال تعالى: ﴿وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ
وَٱلنَّصَٰرَىٰ نَحۡنُ أَبۡنَٰٓؤُاْ ٱللَّهِ وَأَحِبَّٰٓؤُهُۥۚ﴾ [المائدة: 18]؛ أي:
الفقراء إليه، وليس المراد أنهم أولاده سبحانه وتعالى.
وفي الحديث: «الْخَلْقُ
عِيَالُ اللَّهِ» ([2])؛ أي: فقراء إلى
الله.
وقيل: إن اليهود
والنصارى يدعون أنهم أبناء الله سبحانه وتعالى من النسب -أيضًا-، هذا كما جاء في
قوله تعالى: ﴿وَقَالَتِ
ٱلۡيَهُودُ عُزَيۡرٌ ٱبۡنُ ٱللَّهِ وَقَالَتِ ٱلنَّصَٰرَى ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ ٱللَّهِۖ﴾ [التوبة: 30].
وفي المثل: «ويل
للشجي من الخلي» ([3])؛ أي: ويل للمهموم
من الفارغ.
فالذي لا يريد السلعة هذا خلي، والذي يريد السلعة هذا شجي.