فتنوع المدعون في
الشهود، فقيل: لا تثبت هذه الدعوى إلا ببينة: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ
ٱللَّهُ﴾ [ال عمران: 31]، فتأخر الخلق كلهم، وثبت أتباع الرسول صلى الله عليه
وسلم في أفعاله وأقواله وهديه وأخلاقه.
فطولبوا
بعدالة البينة، فقيل: لا تقبل العدالة إلا بتزكية ﴿يُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَآئِمٖۚ﴾ [المائدة: 54]، فتأخر أكثر المدعين للمحبة، وقام المجاهدون، فقيل لهم:
إن نفوس المحبين وأموالهم ليست لهم، فسلموا ما وقع عليه العقد،
*****
هذه هي البيئة.
تأخر الخلق كلهم،
ولم يبق إلا الذين يتبعون الرسول صلى الله عليه وسلم في أقواله وفي أفعاله.
وهذا في الآية، قال
تعالى: ﴿قُلۡ
إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ
لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ﴾ [آل عمران: 31]، وهذه الآية تسمى بآية الامتحان امتحن
الله سبحانه وتعالى اليهود.
عدالة البينة؛ لأن
البينة لا بد أن تزكى -أيضًا-، فمن الذي يزكيها؟
هذه هي التزكية في
قوله تعالى: ﴿يُجَٰهِدُونَ
فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَآئِمٖۚ﴾ [المائدة: 54].
لأنهم باعوا أنفسهم وأموالهم، فصارت غير مملوكة لهم، وإنما هي ملك للمشتري، وهو الله سبحانه وتعالى.