×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فتنوع المدعون في الشهود، فقيل: لا تثبت هذه الدعوى إلا ببينة: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ [ال عمران: 31]، فتأخر الخلق كلهم، وثبت أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم في أفعاله وأقواله وهديه وأخلاقه.

فطولبوا بعدالة البينة، فقيل: لا تقبل العدالة إلا بتزكية ﴿يُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَآئِمٖۚ [المائدة: 54]، فتأخر أكثر المدعين للمحبة، وقام المجاهدون، فقيل لهم: إن نفوس المحبين وأموالهم ليست لهم، فسلموا ما وقع عليه العقد،

*****

هذه هي البيئة.

تأخر الخلق كلهم، ولم يبق إلا الذين يتبعون الرسول صلى الله عليه وسلم في أقواله وفي أفعاله.

وهذا في الآية، قال تعالى: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ [آل عمران: 31]، وهذه الآية تسمى بآية الامتحان امتحن الله سبحانه وتعالى اليهود.

عدالة البينة؛ لأن البينة لا بد أن تزكى -أيضًا-، فمن الذي يزكيها؟

هذه هي التزكية في قوله تعالى: ﴿يُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَآئِمٖۚ [المائدة: 54].

لأنهم باعوا أنفسهم وأموالهم، فصارت غير مملوكة لهم، وإنما هي ملك للمشتري، وهو الله سبحانه وتعالى.


الشرح