وعقد التبايع
يُوجب التسليم من الجانبين. فلما رأى التجار «عظمة المشتري» ([1]) وقدر
الثمن وجلالة من جرى العقد على يديه ومقدار الكتاب الذي أُثبت فيه؛ عرفوا أن
للسلعة شأنًا ليس لغيرها، فرأوا من الغبن الفاحش أن يبيعوها بثمنٍ بخسٍ دراهم
معدودة، تذهب لذتها، وتبقى تبعتها،
*****
أي أن البائع يسلم
السلعة، والمشتري يسلم الثمن، فالمشترون سلموا الثمن، وهو أنفسهم وأموالهم بالجهاد
في سبيل الله عز وجل، والمشتري -وهو الله- سلم الثمن، وهو الجنة، سلمها لهم.
عظمة المشتري، وهو
الجنة، وقدر الثمن، وهو النفس والمال. يصح المشتري أو المشترى، لكن هذا مما يدل
على أنه المشتري؛ لأنه ذكر الأطراف.
وهو الرسول صلى الله
عليه وسلم.
وهو التوراة
والإنجيل والقرآن. هذا هو الكتاب الذي كتب فيه العقد.
أي: أن يبذلوا
أنفسهم للدنيا وحطامها.
هذه عادة الإمام ابن القيم، وهذا أسلوبه، إذا دخل في هذه الأمور، فإنه يأتي بأسلوب عجيب.