فعقدوا مع المشتري
بيعة رضا واختياراً من غير ثبوت خيار.
فلما تم العقد،
وسلموا المبيع، قيل لهم: قد صارت نفوسكم وأموالكم لنا، والآن قد رددناها عليكم
أوفر ما كانت وأضعاف أموالكم معها، ﴿وَلَا
تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتَۢاۚ﴾ [آل
عمران: 169].
لم
نبتع منكم نفوسكم وأموالكم طلبًا للربح عليكم، بل ليظهر أثر الجود والكرم في قبول
البيع والإعطاء عليه أجل الأثمان،
*****
لأن البيع قد يكون
بيعًا منجزًا، وقد يكون بيعَ خيارٍ، فهم باعوا بيعًا منجزًا.
صارت لله، ثم ردها
عليهم من كرمه سبحانه وتعالى؛ لأنه -سبحانه - غني عنها، غني عن الأنفس والأموال،
ردها على أهلها بعد ما امتحنهم.
وضرب المؤلف مثالاً
لذلك بحديث جابر، لما اشترى الرسول صلى الله عليه وسلم منه الجمل، ولما قدم
المدينة أَعْطَاهُ الثَّمَنَ، وَأَعْطَاهُ الجَمَلَ.
قال تعالى: ﴿بَلۡ أَحۡيَآءٌ عِندَ
رَبِّهِمۡ يُرۡزَقُونَ﴾ [آل عمران: 169].
هذا امتحان من الله عز وجل، وقد نجحوا في الامتحان، وكانت النتيجة في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتَۢاۚ بَلۡ أَحۡيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ يُرۡزَقُونَ ١٦٩ فَرِحِينَ بِمَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ وَيَسۡتَبۡشِرُونَ بِٱلَّذِينَ لَمۡ يَلۡحَقُواْ بِهِم مِّنۡ خَلۡفِهِمۡ أَلَّا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ﴾ [آل عمران: 169- 170].