ثم جمعنا لكم بين
الثمن والمثمن.
وتأمل قصة جابر
رضي الله عنه وجمله، كيف وفاهُ الثمن، وزادهُ، ورد عليه البعير، فذكرهُ بهذا الفعل
حال الله مع أبيه.
وأخبره
«أَنَّ اللَّهَ أَحْيَاهُ، وَكَلَّمَهُ كِفَاحًا،
*****
ردوا الثمن عليهم.
في الحديث عَنْ
جَابِرٍ، رضي الله عنه، «أَنَّهُ كَانَ يَسِيرُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم عَلَى جَمَلٍ فَأَعْيَا فَأَرَادَ أَنْ يُسَيِّبَهُ قَالَ: «فَلَحِقَنِي
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَدَعَا لَهُ وَضَرَبَهُ» قَالَ: «فَسَارَ
سَيْرًا لَمْ يَسِرْ مِثْلَهُ» قَالَ: «أَتَبِيعُنِيهِ بِأُوقِيَّةٍ؟،
وَالأُْوقِيَّةُ أَرْبَعُونَ دِرْهَمًا» قَالَ: قُلْتُ: لاَ قَالَ: «تَبِيعُنِيهِ؟»
فَبِعْتُهُ بِأُوقِيَّةٍ وَاسْتَثْنَيْتُ حِمْلاَنَهُ إِلَى أَهْلِي، فَلَمَّا
بَلَغَنَا أَتَيْتُهُ بِالْجَمَلِ فَنَقَدَنِي ثَمَنَهُ، ثُمَّ رَجَعْتُ
فَأَرْسَلَ إِلَيَّ " فَقَالَ: «أَتُرَى أَنَّمَا مَاكَسْتُكَ لأَِخُذَ
جَمَلَكَ، خُذْ جَمَلَكَ وَدَرَاهِمَكَ فَهُمَا لَكَ». فرسول الله صلى الله
عليه وسلم رد عليه الجمل، وأعطاه الثمن، هذا من كرمه صلى الله عليه وسلم، والله
سبحانه وتعالى أكرم من رسوله.
مع أبي جابر، عبد
الله بن حرام رضي الله عنهما استشهد رضي الله عنه في وقعة أحد، وكلمه الله سبحانه
وتعالى كفاحًا -أي: مباشرة بلا واسطة- بعدما قتل.
1114 في الحديث: «وَأَحْيَا أَبَاكَ فَكَلَّمَهُ كِفَاحًا. فَقَالَ: يَا عَبْدِي تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ. قَالَ: يَا رَبِّ تُحْيِينِي فَأُقْتَلَ فِيكَ ثَانِيَةً. قَالَ الرَّبُّ عز وجل: إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لاَ يُرْجَعُونَ قَالَ: وَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتَۢاۚ﴾ [آل عمران: 169] ».