وَقَالَ: يَا
عَبْدِي، تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ» ([1]).
فسبحان من عظم
جُودُهُ وكرمُهُ أن يُحيط به علم الخلائق ! لقد أعطى السلعة، وأعطى الثمن، ووفق
لتكميل العقد، وقبل المبيع على عيبه، وأعطى عليه أجل الأثمان، واشترى عبده من نفسه
بماله، وجمع له بين الثمن والمثمن، وأثنى عليه، ومدحهُ بهذا العقد، وهو الذي وفقهُ
له وشاءهُ منهُ.
*****
فقوله: «يَا
رَبِّ تُحْيِينِي فَأُقْتَلَ فِيكَ ثَانِيَةً»؛ لما رأى الجزاء والثواب.
لما فرض الله عز وجل
الجهاد على المسلمين بعد هجرتهم إلى المدينة، أنزل -سبحانه - قوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ ٱشۡتَرَىٰ
مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَنفُسَهُمۡ وَأَمۡوَٰلَهُم بِأَنَّ لَهُمُ ٱلۡجَنَّةَۚ
يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيَقۡتُلُونَ وَيُقۡتَلُونَۖ وَعۡدًا عَلَيۡهِ
حَقّٗا فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ وَٱلۡقُرۡءَانِۚ وَمَنۡ أَوۡفَىٰ
بِعَهۡدِهِۦ مِنَ ٱللَّهِۚ فَٱسۡتَبۡشِرُواْ بِبَيۡعِكُمُ ٱلَّذِي بَايَعۡتُم
بِهِۦۚ﴾ [التوبة: 111].
قوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ ٱشۡتَرَىٰ
مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَنفُسَهُمۡ وَأَمۡوَٰلَهُم﴾، هذه الآية فيها أن
الله عز وجل اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم؛ بأن يبذلوا ذلك في الجهاد في سبيل
الله؛ يبذلون أموالهم، ويبذلون أنفسهم.
قوله: ﴿فَيَقۡتُلُونَ وَيُقۡتَلُونَۖ﴾؛ يُستشهد منهم من يستشهد، والثمن هو الجنة؛ لأن لهم الجنة ﴿بِأَنَّ لَهُمُ ٱلۡجَنَّةَۚ﴾.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (3010)، وابن ماجه رقم (2800).