واسطة-، كلمه بعد
مقتله، وقال له -سبحانه-: «يَا عَبْدِي تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ»، فقال
عبد الله بن حرام: «أَتَمَنَّى يَا رَبِّ، أَنْ تَرُدَّنِي إِلَى الدُّنْيَا،
فَأُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ مَرَّةً ثَانِيَةً، ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُقْتَلُ فِي
سَبِيلِكَ». لما رأى من النعيم والعاقبة الحميدة للجهاد في سبيل الله،
والشهادة في سبيل الله.
فهذا يدل على فضل
الجهاد في سبيل الله، ويدل على كرم الله سبحانه وتعالى مع عباده، وفضل الشهادة
والقتل في سبيل الله، وهذا فيه ترغيب للجهاد في سبيل الله، وفيه حثٌ على الإخلاص؛
بأن يقاتل؛ لتكون كلمة الله هي العليا، لا يقاتل رياء ولا سمعة، لا يقاتل حمية،
ولا يقاتل طمعًا في المال والمغانم، وإنما يقاتل في سبيل الله؛ لإعلاء كلمة الله
سبحانه وتعالى.
ولا شك أن الجهاد في
سبيل الله هو أفضل ما يتطوع به المسلم، فأفضل أنواع التطوع: الجهاد في سبيل الله.
وقيل: طلب العلم أفضل
من الجهاد في سبيل الله.
وكل من طلب العلم
والجهاد في سبيل الله له فضل بلا شك.
الجهاد في سبيل الله
له شروط، لا بد أن تتحقق:
الشرط الأول: لابد
أن يكون مع إمام المسلمين.
لا بد أن يربط
الجهاد بولي الأمر؛ فهو الذي ينظمه، وهو الذي يدعو إليه، وهو الذي يقوده بنفسه، أو
يقيم من يقوده بدلاً عنه، ويُؤَمرُ عليه أميرًا نائبًا عنه.
لا يكون الجهاد فوضى، وكلٌ يحمل السلاح، ويقتل النفوس،