ويقول بأن هذا من
الجهاد في سبيل الله، فربما يقتل المسلمين، ربما يقتل المعاهدين، ربما يقتل
المستأمنين، ويخرب، ويقول بأن هذا من الجهاد في سبيل الله، لا، هذا من القتال في
سبيل الشيطان، لأن الله لا يرضي بهذا، ولم يأمر به.
الشرط الثاني: أن
يكون للمسلمين قوة يقدرون بها على الجهاد في سبيل الله، ومعهم عدة؛ فإن كانوا لا
يستطيعون الجهاد - لضعفهم وقوة عدوهم-، فإنه لا يجوز لهم الجهاد؛ لأن هذا يجر عليهم
ضررًا أعظم، وهو أن يتسلط عليهم العدو، فلا بد أن يكون لدى المسلمين قوة وأهبة
يستطيعون بها أن يقاتلوا عدوهم.
الشرط الثالث - كما
هو معلوم-: الإخلاص؛ إخلاص النية لله عز وجل، بأن يقاتل، لتكون كلمة الله هي
العليا؛ كما سئل النبي صلى الله عليه وسلم: الرَّجُلُ: يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ،
وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلذِّكْرِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ،
فَمَنْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: «مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ
هِيَ العُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» ([1]).
هذا الضابط: أن يكون
قصد المقاتل هو إعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى، ونصرة دينه، هذا هو المقصود من
الجهاد في سبيل الله.
والناس - كما تعلمون
الآن - على طرفي نقيض:
الطرف الأول: من يرى الجهاد مطلقًا، ويسمي التخريب، ويسمي قتل النفوس المحرمة، والاعتداء على الناس يسميه جهادًا. هذا كذب
([1]) أخرجه: البخاري رقم (123)، ومسلم رقم (1904).