×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

     فحيهلاً إن كنت ذا همة فقد

              حدا بك حادي الشوق فاطو المراحلا

      وقل لمنادي حبهم ورضاهم

               إذا ما دعا: لبيك ألفًا كواملا

     ولا تنظر الأطلال من دونهم فإن

                 نظرت إلى الأطلال عدن حوائلا

*****

ثم إن المصنف رحمه الله على عادته أنه لا يترك مناسبة، إلا ويتكلم فيها؛ إما نثرًا وإما نظمًا، ومن ذلك ما ذكره هنا من أمر الجهاد، وفضيلة الجهاد، فذكر فضله على ضوء الآية الكريمة: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ ٱشۡتَرَىٰ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَنفُسَهُمۡ وَأَمۡوَٰلَهُم [التوبة: 111]، ثم قال نظمًا في المعنى ما يأتي من الأبيات.

قوله: «فحيهلا»؛ يدعوك إلى الجهاد، وإلى الجنة.

قوله: «لبيك ألفًا كواملاً»؛ أي: ألف تلبية؛ إجابة لمن دعا إلى الجهاد في سبيل الله على الوجه الشرعي.

قوله: «الأطلال»؛ أي: لا تنظر إلى الدنيا الأطلال؛ الأطلال أي: الدنيا؛ لأن كل ما في الدنيا يؤول إلى الأطلال وإلى الخراب.

فلا يتعلق قلبك بزينة الدنيا، بل يتعلق قلبك بما عند الله؛ بما في الجنة، والدنيا إنما تستعين بها على طاعة الله عز وجل.

قوله: «حوائلا»؛ أي: تحول بينك وبين الجهاد.


الشرح