وَٱلۡوِلۡدَٰنِ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَخۡرِجۡنَا مِنۡ
هَٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةِ ٱلظَّالِمِ أَهۡلُهَا وَٱجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّٗا وَٱجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا ٧٥ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ وَٱلَّذِينَ
كَفَرُواْ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱلطَّٰغُوتِ فَقَٰتِلُوٓاْ أَوۡلِيَآءَ
ٱلشَّيۡطَٰنِۖ إِنَّ كَيۡدَ ٱلشَّيۡطَٰنِ كَانَ ضَعِيفًا﴾ [النساء: 75- 76].
وقال تعالى: ﴿وَلَا تَهِنُواْ فِي ٱبۡتِغَآءِ
ٱلۡقَوۡمِۖ إِن تَكُونُواْ تَأۡلَمُونَ فَإِنَّهُمۡ يَأۡلَمُونَ كَمَا
تَأۡلَمُونَۖ وَتَرۡجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا يَرۡجُونَۗ﴾ [النساء: 104]،
والآيات في هذا كثيرة.
وقتالهم ليس
عدوانًا، وإنما هم قتالهم للمسلمين عدوان، أما قتال المسلمين لهم، فليس عدوانًا،
وإنما هو رحمة لمن يريد الخير ويريد الحق، ونقمة على من يصر على الكفر والإلحاد.
إلا من كان منهم شره
مقتصرًا على نفسه؛ لا يدعو إلى الكفر، ولا يؤذي المسلمين؛ كالشيخ الكبير الهرم،
والصبي والمرأة، والراهب الذي في صومعته، هؤلاء لا يُقتلون؛ لأن شرهم منكف عن
المسلمين، فهذه الحكمة من شرعية الجهاد.
والجهاد: بذل الجهد والطاقة
في قتال الكفار.
وقد تدرج الله جل
وعلا في تشريعه؛ لأن الشرائع إذا كانت شاقة على النفوس، فإن الله سبحانه وتعالى
يشرعها بالتدريج -شيئًا فشيئًا-؛ رحمة بالعباد: مثل فرضية الصيام بالتدريج، مثل
تحريم الخمر بالتدريج، ومثل الجهاد، فقد شرعه الله بالتدريج؛ كما سيأتي.
والجهاد إن كانت النفوس تكرهه بطبعها، فإنه خير لها، قال تعالى: