×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

     وإما تخافن الكلال فقل لها

              أمامك ورد الوصل فابغي المناهلا

     وخذ قبسا من نورهم ثم سر به

               فنورهم يهديك ليس المشاعلا

     وحي على وادي الأراك فقل به

                 عساك تراهم ثم إن كنت قائلا

*****

أي: أن النفس مثل الراحلة، فإذا مالت إلى الراحة، وكلت من السير، فإنك تذكرها بقرب الوصول والراحة، فحينئذ تنشط على السير؛ كما قيل:

إذا اشتكت من كلال السير أوعدها  روح اللقاء فتحيا عند ميعاد ([1])

قوله: «المناهلا»؛ أي: الموارد العذبة.

أي: الذي يهديك إلى المضي في طريق الجهاد والسير إلى الله عز وجل هو تذكر الصالحين السابقين؛ من أجل أن تلحق بهم، دائمًا عليك بتذكر السلف الصالح؛ من الصحابة والتابعين، وأتباع التابعين، والمجاهدين في سبيل الله، هذا ينشطك على الجهاد في سبيل الله.

قوله: «إن كنت قائلاً»؛ أي: من القيلولة؛ لأن المسافر لابد له من الراحة، فيقيل وسط النهار، وينام أول الليل، ويأخذ الطريق مراحل، حتى يصل، ولا يحمل على نفسه وعلى دابته في السير، فتنقطع به، بل إنه يرتب السير، ويرتاح في أول الليل وفي وسط النهار،

ويريح راحلته.


الشرح

([1] أورده: ابن القيم في «الجواب الكافي» (1/198).