وإلا
ففي نعمان عندي معرف الـ
أحبة فاطلبهم إذا كنت سائلا
*****
وأما الذي يجد في
السير، ولا يستريح، فهذا يسمى بالمُنبت؛ أي: المنقطع: «فَإِنَّ الْمُنْبَتَّ
لاَ أَرْضًا قَطَعَ، وَلاَ ظَهْرًا أَبْقَى» ([1]).
فقوله صلى الله عليه وسلم:
«لاَ أَرْضًا قَطَعَ»؛ أي: تبقى المسافة أمامه.
وقوله صلى الله عليه وسلم:
«وَلاَ ظَهْرًا أَبْقَى»؛ أي: أتعب دابته، حتى عطب ظهره، فبقي منقطعًا به.
وأما الذي يرتب
أموره، ويستعمل الرفق بنفسه وبدابته، فهذا يصل ويستريح.
وهذا عام في كل ما
تعمله: في طلب العلم، في الصيام، والصلاة، فعليك بأخذ الأمور شيئًا فشيئًا، ولا
تحمل على نفسك، وتتعب نفسك ثم تنقطع، وتترك العمل.
كم رأينا من
المتشددين في عصرنا هذا، انقطعوا، وصاروا من الملاحدة -والعياذ بالله-، الآن صاروا
من الملاحدة، بعد أن كانوا من الزهاد، ويحثون الناس على العمل الصالح وفعل
الطاعات، ولكن الآن نراهم صاروا مع أعداء الله، صاروا يكتبون ضد الإسلام والمسلمين
الآن، انقطعت بهم أنفسهم، ملّوا.
قوله: «نُعمَانَ»
اسم لوادي عرفة.
قوله: «مُعَرفُ»؛
أي: يوم عرفة.
قوله: «فاطلبهم إذا كنت سائلا»؛ أي: الحجاج واقفون
([1]) أخرجه: ابن المبارك في «الزهد والرقائق» رقم (1178)، والبيهقي في «الشعب» رقم (3603).