من
كانت له أذن واعية، وأسمع الله من كان حيًا، فهزه السماعُ إلى منازل الأبرار، وحدا
به في طريق سيره، فما حطت به رحاله إلا بدار القرار. فقال: «انْتَدَبَ اللَّهُ
لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ، لاَ يُخْرِجُهُ إِلاَّ إِيمَانٌ بِي وَتَصْدِيقٌ
بِرُسُلِي، أَنْ أُرْجِعَهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ، أَوْ
أُدْخِلَهُ الجَنَّةَ،
*****
فََٔامَنَّاۚ رَبَّنَا
فَٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرۡ عَنَّا سَئَِّاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ
ٱلۡأَبۡرَارِ﴾ [آل عمران: 193]، فمنادي الإيمان هو الرسول صلى الله عليه وسلم.
قوله: «من كان حيًا»؛
أي: حيًا حياة قلبية؛ فقد يكون الإنسان حي الجسم، ولكنه ليس حي القلب، يكون ميت
القلب.
قال تعالى: ﴿لِّيُنذِرَ مَن كَانَ
حَيّٗا وَيَحِقَّ ٱلۡقَوۡلُ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾ [يس: 70]؛ أي: حي
القلب، فالحياة هي حياة القلب، وليست حياة الجسم فقط.
أي: الرسول صلى الله
عليه وسلم في الحديث الصحيح.
قوله: «انْتَدَبَ
اللَّهُ»؛ أي: تكفل الله سبحانه وتعالى.
قوله: «لاَ
يُخْرِجُهُ إِلاَّ إِيمَانٌ بِي»؛ هذا الشرط؛ إذ ليس كل من خرج يكون مخلصًا..
المجاهد في سبيل
الله بين أمرين: إما أن يرجع من الغزو سالمًا غانمًا ومأجورًا، وإما أن يقتل في
سبيل الله، ويكون في الجنة، وهذا أسعد.
وقيل: إن المراد بقوله: «مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ» أن «أَوْ» بمعنى الواو، فيكون كأن الكلام: «بأجر وغنيمة».