×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

من كانت له أذن واعية، وأسمع الله من كان حيًا، فهزه السماعُ إلى منازل الأبرار، وحدا به في طريق سيره، فما حطت به رحاله إلا بدار القرار. فقال: «انْتَدَبَ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ، لاَ يُخْرِجُهُ إِلاَّ إِيمَانٌ بِي وَتَصْدِيقٌ بِرُسُلِي، أَنْ أُرْجِعَهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ، أَوْ أُدْخِلَهُ الجَنَّةَ،

*****

 فَ‍َٔامَنَّاۚ رَبَّنَا فَٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرۡ عَنَّا سَيِّ‍َٔاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلۡأَبۡرَارِ [آل عمران: 193]، فمنادي الإيمان هو الرسول صلى الله عليه وسلم.

قوله: «من كان حيًا»؛ أي: حيًا حياة قلبية؛ فقد يكون الإنسان حي الجسم، ولكنه ليس حي القلب، يكون ميت القلب.

قال تعالى: ﴿لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّٗا وَيَحِقَّ ٱلۡقَوۡلُ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ [يس: 70]؛ أي: حي القلب، فالحياة هي حياة القلب، وليست حياة الجسم فقط.

أي: الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح.

قوله: «انْتَدَبَ اللَّهُ»؛ أي: تكفل الله سبحانه وتعالى.

قوله: «لاَ يُخْرِجُهُ إِلاَّ إِيمَانٌ بِي»؛ هذا الشرط؛ إذ ليس كل من خرج يكون مخلصًا..

المجاهد في سبيل الله بين أمرين: إما أن يرجع من الغزو سالمًا غانمًا ومأجورًا، وإما أن يقتل في سبيل الله، ويكون في الجنة، وهذا أسعد.

وقيل: إن المراد بقوله: «مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ» أن «أَوْ» بمعنى الواو، فيكون كأن الكلام: «بأجر وغنيمة».


الشرح