وَلَوْلاَ أَنْ
أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي
مَا قَعَدْتُ
خَلْفَ سَرِيَّةٍ، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ
أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ» ([1]).
*****
قال صلى الله عليه
وسلم: «وَلَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي...»؛ أي: يخرجون كلهم للجهاد
إذا خرج الرسول صلى الله عليه وسلم، فهذا يشق على الأمة، فهو صلى الله عليه وسلم
يتأخر أحيانًا؛ لئلا يشق على الأمة، ومن باب التيسير عليهم.
يتمنى الشهادة؛ لما
في الشهادة من عظيم الأجر، قال تعالى: ﴿وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ
أَمۡوَٰتَۢاۚ بَلۡ أَحۡيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ يُرۡزَقُونَ﴾ [آل عمران: 169].
فالشهداء أموات في
الدنيا، ولكنهم أحياء في الآخرة حياة برزخية أكمل من حياتهم في الدنيا.
قال تعالى: ﴿وَلَا تَقُولُواْ لِمَن
يُقۡتَلُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتُۢۚ بَلۡ أَحۡيَآءٞ وَلَٰكِن لَّا
تَشۡعُرُونَ﴾ [البقرة: 154].
أنت لا تعلم شيئًا عن حال الميت! الميت إما يكون في نعيم، وإما أن يكون في جحيم، وأنت لا تدري عنه؛ لأنك في دار، وهو في دار، وإن كنت تشاهد جسمه، لكنه في عالم آخر، ليس معك، فهو إما منعم أو معذب، ولا تفرق بين الأموات؛ لأنهم في الدنيا سواء، وأما في الآخرة، فيفترقون: هذا في نعيم، وهذا في عذاب، وقد يكونون في قبر واحد، وهذا في روضة من رياض الجنة، وهذا في حفرة من حفر النار؛ لأن أمور الآخرة لا تحيط بها العقول.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (36)، ومسلم رقم (1876).