×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وقال صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْقَانِتِ بِآيَاتِ اللهِ لاَ يَفْتُرُ مِنْ صِيَامٍ، وَلاَ صَلاَةٍ، حَتَّى يَرْجِعَ» ([1]).

وقال صلى الله عليه وسلم: «غَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» ([2]).

*****

يعني المُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ الذي يخرج للجهاد في سبيل الله مثل القائم الذي لا يفتر عن القيام، يقوم الليل كله، والصائم الذي لا يفطر، والقانت الذي يطيل القيام في الصلاة، فالمجاهد أفضل من هذا.

قوله: «الْقَانِتِ بِآيَاتِ اللهِ»؛ الذي يتلو آيات الله في صلاة الليل.

أي: حتى يرجع المجاهد، المجاهد عمله يعدل عمل الصائم الذي لا يفطر، وعمل القائم الذي لا يرقد، وعمل التالي لكتاب الله عز وجل الذي لا ينقطع.

الغدوة: هي الجهاد في أول النهار، والروحة: هي الجهاد في آخر النهار «خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا»، مع أن هذا زمن قليل.


الشرح

([1] أخرجه: البخاري رقم (2787)، ومسلم رقم (1788).

([2] أخرجه: البخاري رقم (2792)، ومسلم رقم (1880).