وقال صلى الله
عليه وسلم: «أَنَا زَعِيمٌ -أي: كفيلٌ- لِمَنْ آمَنَ بِي، وَأَسْلَمَ وَجَاهَدَ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ، بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ
الْجَنَّةِ، وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى غُرَفِ الْجَنَّةِ،
مَنْ فَعَلَ
ذَلِكَ، لَمْ يَدَعْ لِلْخَيْرِ مَطْلَبًا، وَلاَ مِنَ الشَّرِّ مَهْرَبًا،
يَمُوتُ حَيْثُ شَاءَ أَنْ يَمُوتَ» ([1]).
*****
الزعيم أي: الكفيل،
قال تعالى: ﴿وَلِمَن
جَآءَ بِهِۦ حِمۡلُ بَعِيرٖ وَأَنَا۠ بِهِۦ زَعِيمٞ﴾ [يوسف: 72]، وقال تعالى: ﴿سَلۡهُمۡ أَيُّهُم
بِذَٰلِكَ زَعِيمٌ﴾ [القلم: 40]، فالزعيم: هو الكفيل، فالرسول صلى الله
عليه وسلم تكفل.
الربض: هو أدنى الجنة،
وهناك الوسط في الجنة، والأعلى؛ فأهل الجنة درجات، قال تعالى: ﴿هُمۡ دَرَجَٰتٌ عِندَ
ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِمَا يَعۡمَلُونَ﴾ [آل عمران: 163].
قوله: «يَمُوتُ حَيْثُ شَاءَ أَنْ يَمُوتَ»، فهو من السعداء، مات في أي أرض، فإنه من السعداء؛ لأنه مات مستعدًا بالعمل الصالح، وليست العبرة بالمكان الذي يموت فيه، ولا بالوقت الذي يموت فيه، وإنما العبرة بعمله، فقد يموت في بحر، وقد يموت في بر، وقد يموت في الجو، قد يموت في أي مكان، فالعبرة ليست في مكان الموت، أو زمان الموت؛ كأن يموت في شهر رمضان، أو يموت في يوم الجمعة، العبرة بعمله الذي قدمه.
([1]) أخرجه: النسائي رقم (3133)، وابن حبان رقم (4619).