×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وألف بين قلوبهم بعد العداوة.

*****

هذا في القرآن، قال تعالى: ﴿وَإِن يُرِيدُوٓاْ أَن يَخۡدَعُوكَ فَإِنَّ حَسۡبَكَ ٱللَّهُۚ هُوَ ٱلَّذِيٓ أَيَّدَكَ بِنَصۡرِهِۦ وَبِٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٦٢ وَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِهِمۡۚ لَوۡ أَنفَقۡتَ مَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا مَّآ أَلَّفۡتَ بَيۡنَ قُلُوبِهِمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيۡنَهُمۡۚ إِنَّهُۥ عَزِيزٌ حَكِيمٞ[الأنفال: 62- 63].

فقوله تعالى: ﴿لَوۡ أَنفَقۡتَ مَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا مَّآ أَلَّفۡتَ بَيۡنَ قُلُوبِهِمۡ؛ لأنهم كانوا متقاتلين قبل مجيء الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فكانوا متناحرين فيما بينهم، الأوس والخزرج بينهم حرب بُعَاثَ، وقد دامت هذه الحرب عشرات السنين بين الأوس والخزرج، وهم من قبيلة واحدة، أبناء عم.

فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، جمع الله قلوبهم، وزالت العداوة بينهم، وصاروا إخوانًا؛ كما قال تعالى: ﴿وَٱذۡكُرُوٓاْ إِذۡ أَنتُمۡ قَلِيلٞ مُّسۡتَضۡعَفُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ ٱلنَّاسُ فَ‍َٔاوَىٰكُمۡ وَأَيَّدَكُم بِنَصۡرِهِۦ وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ [الأنفال: 26].

وقال سبحانه تعالى: ﴿وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا وَكُنتُمۡ عَلَىٰ شَفَا حُفۡرَةٖ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنۡهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ [آل عمران: 103]، فقوله: ﴿وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ الله عز وجل يذكر الأنصار.

الله سبحانه وتعالى يذكرهم بنعمته عليهم، وزوال ما بينهم من العداوة، وإبدالها بالمحبة والإخوة، فلم يجمع بينهم المال والطمع، وإنما الذي جمعهم الإسلام والإيمان.


الشرح