×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فمنعته أنصار الله وكتيبةالإسلام من الأسود والأحمر، وبذلوا أنفسهم دونه، وقدموا محبته على محبة الآباء والأبناء والأزواج، وكان صلى الله عليه وسلم أولى بهم من أنفسهم.

رمتهم العرب واليهود عن قوسٍ واحدةٍ،

*****

الأسود والأحمر من بني آدم من العرب والعجم.

المهاجرون والأنصار قدموا محبة الرسول صلى الله عليه وسلم على كل شيء؛ على محبة أنفسهم، وعلى أولادهم، وعلى والديهم، وعلى أزواجهم، هكذا كانوا.

أولى بهم من أنفسهم، يحبونه أكثر مما يحبون أنفسهم، ولهذا يفدونه بأنفسهم، ويبذلون أنفسهم دونه، ويبذلون أموالهم دون الرسول صلى الله عليه وسلم، مع أن الأموال من أحب الأشياء إلى النفوس، ويتركون من أجله الأوطان والأولاد والأزواج من أجل الرسول صلى الله عليه وسلم.

قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُوٓاْ ءَابَآءَكُمۡ وَإِخۡوَٰنَكُمۡ أَوۡلِيَآءَ إِنِ ٱسۡتَحَبُّواْ ٱلۡكُفۡرَ عَلَى ٱلۡإِيمَٰنِۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ ٢٣ قُلۡ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ وَإِخۡوَٰنُكُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا وَتِجَٰرَةٞ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٖ فِي سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ[التوبة: 23- 24].

فقوله: ﴿فَتَرَبَّصُواْ؛ أي: انتظروا ما سيحل بكم.

لما بعث الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم وآمن به من آمن، عادته قبائل العرب كلها؛ حتى تحاذروه، يسمونه غلام قريش، يحذر بعضهم بعضًا


الشرح