×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وكان صلى الله عليه وسلم إذا ظهر على قومٍ، نزل بعرصتهم ثلاثًا، ثم قفل ([1]).

وإذا أراد أن يغير، انتظر، فإن سمع في الحي أذانًا، لم يغر وإلا أغار ([2]).

*****

قوله: «وكان إذا ظهر على قومٍ»؛ أي: انتصر عليهم، وانتهت الحرب، فلا يبادر بالرحيل؛ لأنه ربما يتجمعون، ويأتي إليهم المدد من الكفار، فهو يقيم في العرصة، وهذا يدل على الشجاعة - والعرصة: هي المكان الواسع ([3])-، يقيم فيها ثلاثة أيام، ثم يرحل صلى الله عليه وسلم.

قوله: «ثم قفل»؛ أي: يرجع إلى بلده.

كان يتثبت صلى الله عليه وسلم إذا أراد الهجوم، فإن كانوا مسلمين، كف عنهم، وعلامة ذلك: أنهم يؤذنهم إذا دخل الوقت، فإذا أذنوا، عرف أنهم مسلمون، فيكف عنهم، وإذا لم يؤذنوا، هجم عليهم صلى الله عليه وسلم، وهذا فيه فضل الأذان أنه شعار الإسلام.


الشرح

([1] أخرجه: البخاري رقم (3065).

([2] أخرجه: البخاري رقم (610)، ومسلم رقم (1365).

([3] قال ابن منظور في لسان العرب (52 / 7): (والعرصة: كل بقعة بين الدور واسعةٍ ليس فيها بناء)، و انظر مادة (عرص) في: العين (1/297)، وتهذيب اللغة (2/15)، والصحاح (3/1044)، ومقاييس اللغة (4/ 264).