وكان صلى الله
عليه وسلم إذا ظهر على قومٍ، نزل بعرصتهم ثلاثًا، ثم قفل ([1]).
وإذا أراد أن
يغير، انتظر، فإن سمع في الحي أذانًا، لم يغر وإلا أغار ([2]).
*****
قوله: «وكان إذا ظهر
على قومٍ»؛ أي: انتصر عليهم، وانتهت الحرب، فلا يبادر بالرحيل؛ لأنه ربما
يتجمعون، ويأتي إليهم المدد من الكفار، فهو يقيم في العرصة، وهذا يدل على الشجاعة
- والعرصة: هي المكان الواسع ([3])-، يقيم فيها ثلاثة
أيام، ثم يرحل صلى الله عليه وسلم.
قوله: «ثم قفل»؛
أي: يرجع إلى بلده.
كان يتثبت صلى الله عليه وسلم إذا أراد الهجوم، فإن كانوا مسلمين، كف عنهم، وعلامة ذلك: أنهم يؤذنهم إذا دخل الوقت، فإذا أذنوا، عرف أنهم مسلمون، فيكف عنهم، وإذا لم يؤذنوا، هجم عليهم صلى الله عليه وسلم، وهذا فيه فضل الأذان أنه شعار الإسلام.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3065).