×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

ويجعل في كل جنبةٍ كفئا لها، وكان يبارزُ بين يديه بأمره،

وكان يلبس للحرب عدته، وربما ظَاهَرَ بَيْنَ دِرْعَيْنِ ([1])، وكان له ألوية ([2]).

*****

يخترقهم العدو، فلا يتفرقون.

كان صلى الله عليه وسلم يجعل على الجنبات من الشجعان من يرأسها، ويراقبها.

قوله: «وكان يبارز بين يديه بأمره»؛ المبارزة أن يتبارز اثنان أو أكثر من المسلمين مع العدو؛ كما حصل في بدر؛ لأن هذا فيه إظهار للقوة والشجاعة.

كان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يحمل السلاح في الحرب، ويلبس اللباس الواقي من السهام، يلبس الدرع من الحديد على جسمه، ويلبس الخوذة والمغفر من الحديد على رأسه صلى الله عليه وسلم كسائر الجنود؛ كأنه جندي صلى الله عليه وسلم، وهذا من فعل الأسباب -أيضًا-، ولا يقول: أنا الرسول وليس هناك أحد يرميني أو يضربني بالسيف، بل كان صلى الله عليه وسلم يأخذ الحيطة والحذر.

الألوية أي: الرايات، التي يسير الجند ويجتمعون خلفها، ويجعل صلى الله عليه وسلم الرايات، ويوزعها على القبائل، فكل قبيلة لها راية تجتمع عليها.


الشرح

([1] أخرجه: أبو داود رقم (2590).

([2] أخرجه: أبو داود رقم (2592)، والترمذي رقم (1679).