وإذا لقي عدوه،
وقف ودعا، واستنصر الله ([1])،
وأكثر هو وأصحابه من ذكر الله، وخفضوا أصواتهم ([2]).
وكان
صلى الله عليه وسلم يرتب الجيش والمقاتلة،
*****
هذا من هديه صلى
الله عليه وسلم؛ أنه إذا لقي العدو، فإنه يقف، ويدعو الله عز وجل بالنصر؛ كما حصل
منه يوم بدر؛ فإنه سهر كل الليل يدعو ربه، والناس نيام، وهو قائم يدعو ربه سبحانه
وتعالى، حتى أصبح صلى الله عليه وسلم.
فالدعاء من أعظم
الأسباب في الأمور المهمة، لا سيما في الحرب؟ فلا يتكل على قوته، أو على جنده، أو
على سلاحه؛ لأنه لا يستغني عن الله سبحانه وتعالى؛ لذا ينبغي أن يتصل بربه،
ويدعوه، ويسأله الإعانة والنصر والتوفيق، فالدعاء من أسباب النصر بإذن الله تعالى.
1191 قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ إِذَا لَقِيتُمۡ فِئَةٗ فَٱثۡبُتُواْ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ [الأنفال: 45]، ولا يرفعون
أصواتهم، بل يخفضونها، فالذكر مع خفض الصوت؛ لأن رفع الصوت يدل على الجبن والخوف،
فلا يرفعون أصواتهم عند لقاء العدو.
1192 هذا من الأعمال
العسكرية؛ أنه إذا تقابل صلى الله عليه وسلم مع العدو فإنه يرتب جيشه؛ يصفهم صلى
الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِهِۦ صَفّٗا
كَأَنَّهُم بُنۡيَٰنٞ مَّرۡصُوصٞ﴾ [الصف: 4].
فكما أنهم يصفون للصلاة يصفهم صلى الله عليه وسلم، ويقول: تقدم يا فلان، تأخر يا فلان. من أجل يستوي الصف، وهذا من سياسة الحرب؛ لئلا
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1763).