×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وكان يقول: «اللَّهُمَّ أنْزِّلْ نَصْرَكَ» ([1]).

وكان يقول: «اللَّهُمَّ أَنْتَ عَضُدِي، وَأَنْتَ نَصِيرِي وَبِكَ أُقَاتِلُ» ([2]). وكان إذا اشتد البأس، وقصده العدو، يعلم بنفسه  ويقول:

         أَنَا النَّبِيُّ لاَ كَذِبْ  **** أَنَا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِبْ

*****

وهذا من بعد قوله تعالى: ﴿أَمۡ يَقُولُونَ نَحۡنُ جَمِيعٞ مُّنتَصِرٞ ٤٤ سَيُهۡزَمُ ٱلۡجَمۡعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ [القمر: 44- 45]، وهذا من باب التفاؤل والدعاء.

وهذا من أدعيته صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ أنْزِّلْ نَصْرَكَ»، «اللهُمَّ أَنْجِزْ وَعْدَكَ».

هذا من أدعيته صلى الله عليه وسلم في القتال، وبالجملة فإن الدعاء هو أعظم سلاح للمسلمين؛ فيجب ألا يغفلوا عن الدعاء، ولهذا يجب أن تربي الجيوش الإسلامية على هذه الآداب الشرعية النبوية، وتدرس لهم من جملة العلوم التي يتلقونها في المدارس الحربية والجهاد.

كان صلى الله عليه وسلم أشجع الناس؛ فإذا التحم القتال، واشتد البأس، كان هو صلى الله عليه وسلم أقرب أصحابه إلى العدو، وكانوا يتقون به العدو، هذا من شجاعته صلى الله عليه وسلم. وكان يرتجز هذا، ويقول: «أَنَا النَّبِيُّ لاَ كَذِبْ.. أَنَا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِبْ»، هذا فيه: أنه عند الحرب يرتجز ما يشجع النفس، وما يشجع من حوله.


الشرح

([1] أخرجه: مسلم رقم (1776).

([2] أخرجه: أبو داود رقم (2632)، والترمذي رقم (3584)، وأحمد رقم (12909).