×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فَيُزْجِي الضَّعِيفَ، وَيُرْدِفُ الْمُنْقَطِعَ، وَكَانَ أَرْفَقَ النَّاسُ بِهِمْ فِي السَّيْرِ ([1]).

وَإِذَا أَرَادَ صلى الله عليه وسلم، غَزْوَةً، وَرَّى بِغَيْرِهَا ([2])، ويقول: «الحَرْبُ خَدْعَةٌ» ([3]).

*****

لا يشق عليهم في السير، يترك لهم راحة، يسيرون وقت البرد، وينزلون وقت القيلولة، ويلاحظ أحوالهم في السير؛ فلا يشتد عليهم في السير؛ حتى ينقطعوا، ولا يتباطأ، فيتأخروا، فكان صلى الله عليه وسلم يأخذ بالاعتدال.

قوله: «الحَرْبُ خَدْعَةٌ»؛ بالضم: خُدعة، وبالكسر: خدعةٌ، وبالفتح: خدعة، يصلح بالوجوه الثلاثة ([4]).

كان صلى الله عليه وسلم إذا أراد غزوة، أظهر للناس أنه يريد غيرها؛ من أجل ألا يعرفوا اتجاهه صلى الله عليه وسلم، ولا تذهب الأخبار إلى العدو.

كان صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يذهب إلى الشمال، ورى أنه يريد الذهاب إلى الجنوب؛ من أجل أن يعمي الخبر على العدو، ولا يبين خطته في السير، أو أنه متجه إلى كذا، أو إلى بني فلان، لا يبين هذا.

والحرب خدعة، والكذب لا يجوز إلا في ثلاث، منها الحرب ([5])، يجوز أن يكذب من أجل خداع العدو في الحرب، ومن ذلك التورية:


الشرح

([1] أخرجه: أبو داود رقم (2639).

([2] كما أخرجه: البخاري رقم (2947)، ومسلم رقم (2769).

([3] أخرجه: البخاري رقم (3030)، ومسلم رقم (1739).

([4] انظر: تهذيب اللغة (1/111)، وغريب الحديث للخطابي (2/166)، والمحكم لابن سيده (1/133)، وطلبة الطلبة (1/87)، ولسان العرب (8/ 64).

([5] أخرجه: مسلم رقم (2605).