ورد صلى الله
عليه وسلم سبي هوازن عليهم بعد القسمة،
*****
والصحابة؛ إجلالاً
للرسول وتقديرًا للرسول -لأن هذا عم الرسول- رأوا أنه ألا يؤخذ منه شيء، وأن يمن
عليه بالإطلاق بدون شيء، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ تَدَعُوا
مِنْهُ دِرْهَمًا»، وهذا هو العدل.
قبيلة هوازن هم
الذين يسمون عتيبة، ولما فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة في السنة الثامنة من
الهجرة، كانت هوازن في الطائف وما حولها، فخافوا أنفسهم؛ لما رأوا أنه صلى الله
عليه وسلم فتح مكة، واستولى عليهم، خافوا على أنفسهم، فتألبوا، وألبوا من حولهم
لقتال الرسول صلى الله عليه وسلم، فعلم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فخرج إليهم
في اثني عشر ألف مقاتل من المهاجرين والأنصار ومن أسلم في فتح مكة، في اثني عشر
ألف مقاتل مدججين بالسلاح.
وكان مع هوازن
-أيضًا- قوة شديدة؛ رجال، فأعجب بعض المسلمين بقوة المسلمين، وقالوا: لن نغلب
الْيَوْم من قلَّة، قال تعالى: ﴿وَيَوۡمَ حُنَيۡنٍ إِذۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡ كَثۡرَتُكُمۡ﴾ [التوبة: 25].
والتقى الجمعان في
واد يقال له: وادي حُنين بين مكة والطائف، وكان المشركون قد سبقوا إليه، وتحصنوا
به، واستعدوا للقتال، فدخل المسلمون في الوادي، فلما أن دخلوا، انقض عليهم
المشركون من جوانب الوادي، وصارت معركة شديدة، أصيب المسلمون فيها في أول الأمر،
وولوا مدبرين.
قال تعالى: ﴿وَيَوۡمَ حُنَيۡنٍ إِذۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡ كَثۡرَتُكُمۡ فَلَمۡ تُغۡنِ عَنكُمۡ شَيۡٔٗا وَضَاقَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡأَرۡضُ بِمَا رَحُبَتۡ ثُمَّ وَلَّيۡتُم مُّدۡبِرِينَ﴾ [التوبة: 25].