×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

لم يصبروا على مقارعة المشركين لقوة المشركين، وثبت الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه - وهم قليل-، ثم أمر الرسول صلى الله عليه وسلم عمه العباس، فنادى في المسلمين يدعوهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما سمعوا النداء، جاؤوا يركضون خفافًا وثقالاً، يركضون لنداء الرسول صلى الله عليه وسلم، وأحاطوا به، ثم إنهم أعادوا الكرة على المشركين، فهزمهم الله عز وجل، وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم كفًا من التراب، فرماهم به، فكانت الهزيمة على المشركين ([1]).

وقد غنم المسلمون ما معهم؛ لأنهم قد جاؤوا بأموالهم وأولادهم ونسائهم إلى المعركة، فصاروا غنيمة للمسلمين، فهزمهم الله عز وجل.

قال تعالى: ﴿ثُمَّ أَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَعَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودٗا لَّمۡ تَرَوۡهَا وَعَذَّبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ وَذَٰلِكَ جَزَآءُ ٱلۡكَٰفِرِينَ [التوبة: 26].

فقوله: ﴿وَأَنزَلَ جُنُودٗا لَّمۡ تَرَوۡهَا؛ أي: الملائكة.

فكانت العاقبة للمسلمين بعد الامتحان، وغنموا ما معهم من الأموال العظيمة والإبل والغنم والأطفال والنساء، سبوهم، ثم انتهت المعركة، وانهزم المشركون، وولوا الأدبار، ثم قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم المغانم على المسلمين، وقسم النساء والأطفال أرقاء على المسلمين.

ثم إن الله سبحانه وتعالى من على هوازن، فأسلموا، وجاؤوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم معتذرين، وطلبوا منه أن يرد عليهم نساءهم وأطفالهم وما أخذ منهم بعد ما قُسم النبي صلى الله عليه وسلم جمع أصحابه، وعرض عليهم أن يردوا ما معهم، فطابت أنفسهم، فردوا ما معهم، ردوه على أصحابه، ومن لم تطب


الشرح

([1] أخرجه: مسلم رقم (1777).