واستطاب قلوب
الغانمين ([1])،
وعوض من لم يطيب من ذلك بِكُلِّ إِنْسَانٍ سِتُّ فَرَائِضَ ([2]).
وذكر أحمد عن ابن
عباس رضي الله عنهما: «أَنَّ بَعْضَهُمْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ مَالٌ، فَجَعَلَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فِدَاءَهُمْ أَنْ يُعَلِّمُوا أَوْلاَدَ
الأَْنْصَارِ الْكِتَابَةَ» ([3]).
*****
نفسه، عوضه الرسول
صلى الله عليه وسلم عما معه، فردوا عليهم أموالهم ونساءهم وأطفالهم، ومنَّ الله عز
وجل عليهم بالإسلام، هذه هي غزوة حنين العظيمة.
قوله: «سِتُّ
فَرَائِضَ»؛ أي: من الصدقة؛ تعويضًا عن الأنفس التي ردها عليهم.
قوله: «أَنَّ
بَعْضَهُمْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ مَالٌ»؛ أي: أن بعض أسرى بدر لم يكن له مال،
لكنه كان يحسن الكتابة، ففدي بأن يعلم كل واحد عشرة من صبيان المسلمين، يعلمهم
الكتابة.
فدل هذا على جواز تعلم الأمور الدنيوية من الكفار، إذا كان المسلمون يحتاجونها - مثل: الكتابة، مثل: المهن والصناعة - فإن للمسلمين أن يتعلموها من الكفار، وأما العلوم الشرعية، فإنه لا يجوز أن تؤخذ إلا عن علماء المسلمين، وفي هذا -أيضًا- دليل على أن الفداء يكون بالمنفعة بدلاً من المال.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2583).