فاستدل به من لا
يرى قتل الجاسوس، واستدل به من يرى قتله كمالكٍ، بتعليله بعلةٍ مانعةٍ من القتل،
ولو منع الإسلام لم يعلل بها،
*****
فقبل النبي صلى الله
عليه وسلم عذره، وعرف له فضله رضي الله عنه.هناك بعض الناس من جهلة المتعالمين
يقعون في عرض حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه، كيف لهم أن يقعوا في عرضه، وقد عذره
الرسول صلى الله عليه وسلم، ونهى عن قتله، كيف يفعلون هذا؟ !!!
أي: لا يرى قتل
الجاسوس المسلم، ولكن الصحيح: أن هذا خاص بحاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه؛
لفضيلته ولصدقه مع الرسول ومع الصحابة، فلم يشك، ولم ينافق، ولكنه رغب في أن تكون
له يد عند المشركين، تنفعه عندهم في أولاده وأهل بيته، ولا يضر الرسول صلى الله
عليه وسلم. على كل حال هذا خطأ، ليس هناك شك.
لأن عمر رضي الله
عنه قال: «دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ»، الرسول صلى
الله عليه وسلم لم يقل: إن الجاسوس لا يقتل، وإنما دفع القتل عن هذا الصحابي خاصة.
قوله: «بتعليله بعلة
مانعةٍ من القتل»؛ أي: لولا هذه العلة، لقتله، ولكن علة كونه صحابي، وكونه له
سابقة، وكونه لم يفعل هذا تعمدًا، وإنما فعل هذا اجتهادًا.
لو أن المانع هو أنه مسلم، لم يعلل بأنه من أهل بدر، وكان يقتل وإن كان مسلمًا، لكن العلة أنه من أهل بدر خاصة، وهذا لا يشمل كل مسلم يتجسس.