×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وفي الأحاديث التي ذكرها المؤلف رحمه الله: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «أَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ» ([1])؛ تبرأ منه الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا وعيد شديد.

والهجرة باقية، لم تنسخ إلى أن تقوم الساعة.

قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ، وَلاَ تَنْقَطِعُ التَّوْبَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا» ([2])؛ أي: في آخر الزمان، إذا بدأت أمارات الساعة، ومن أعظمها خروج الشمس من مغربها، فالهجرة باقية.

وأما قوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ» ([3])، فالمراد به الهجرة من مكة إلى المدينة؛ لأن مكة لما فتحت، صارت بذلك دار إسلام، فلا داعي للهجرة منها، فهذا الحديث خاص بالهجرة من مكة بعد الفتح، ولهذا قال: «لاَ هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ»؛ أي: فتح مكة.

قوله: «إذا قدر على الهجرة»، أما إذا لم يقدر على الهجرة، فإنه معذور، لكن بشرط أن يتمسك بدينه، وأن يظهر دينه، ويتمسك به، ولا يتنازل عن شيء من دينه.


الشرح

([1] أخرجه: أبو داود رقم (2645)، والترمذي رقم (1604).

([2] أخرجه: أبو داود رقم (2479)، والدارمي رقم (2555)، وأحمد رقم (16906).

([3] أخرجه: البخاري رقم (2783)، ومسلم رقم (1864).