وفي الأحاديث التي
ذكرها المؤلف رحمه الله: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «أَنَا
بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ» ([1])؛ تبرأ منه الرسول
صلى الله عليه وسلم، وهذا وعيد شديد.
والهجرة باقية، لم
تنسخ إلى أن تقوم الساعة.
قال صلى الله عليه
وسلم: «لاَ تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ، وَلاَ
تَنْقَطِعُ التَّوْبَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا» ([2])؛ أي: في آخر
الزمان، إذا بدأت أمارات الساعة، ومن أعظمها خروج الشمس من مغربها، فالهجرة باقية.
وأما قوله صلى الله
عليه وسلم: «لاَ هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ» ([3])، فالمراد به الهجرة
من مكة إلى المدينة؛ لأن مكة لما فتحت، صارت بذلك دار إسلام، فلا داعي للهجرة
منها، فهذا الحديث خاص بالهجرة من مكة بعد الفتح، ولهذا قال: «لاَ هِجْرَةَ
بَعْدَ الفَتْحِ»؛ أي: فتح مكة.
قوله: «إذا قدر على الهجرة»، أما إذا لم يقدر على الهجرة، فإنه معذور، لكن بشرط أن يتمسك بدينه، وأن يظهر دينه، ويتمسك به، ولا يتنازل عن شيء من دينه.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (2645)، والترمذي رقم (1604).