×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

ومعاملة رسل الكفار وأخذ الجزية ومعاملة أهل الكتاب

*****

فقوله: ﴿بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُم مِّيثَٰقٞ هذا العهد والصلح، فيحترم دم الكافرالمعاهد؛ كما يحترم دم المسلم، ولا يُعتدى عليه.

قوله: «ومعاملة رسل الكفار»؛ رسل الكفار هم السفراء الذين يأتون برسائل من الكفار إلى ولي الأمر، يمكنون من الدخول، ويؤمَّنون؛ ليبلغوا ما معهم من الرسائل؛ لما للمسلمين من المصلحة في ذلك؛ مثل: المفاوضات، وما أشبه ذلك.

قوله: «وأخذ الجزية»؛ أخذ الجزية من أهل الكتاب في مقابل تأمينهم على دمائهم، وأن يبقوا على دينهم.

فالجزية من أهل الكتاب خاصة، وبعض العلماء يقول بأن الجزية عامة؛ تؤخذ من كل كافر، سواء من أهل الكتاب وغيرهم، ولكن الذي جاء في القرآن أنها تؤخذ من أهل الكتاب.

قوله: «ومعاملة أهل الكتاب»؛ معاملة أهل الكتاب تختلف عن معاملة بقية الكفار؛ لما عندهم من كتاب الله، ولما عندهم من مجمل الإيمان؛ فهم يؤمنون بالله، ويؤمنون بالملائكة، ويؤمنون بالرسل جملة، وإن كان عندهم خلل في بعض الأمور، إلا أن عندهم إيمانًا في الجملة، فهم أحسن من الكفار الذين لا يؤمنون بالرسل أصلاً، ولا يؤمنون بالكتب أصلاً.

لذا فإن أهل الكتاب أحسن حالاً من الكفار، ولذلك فإن لهم في الإسلام معاملة خاصة: تؤخذ منهم الجزية، ويقرون على دينهم، 


الشرح