×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

ووفائه بالعهد.

ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ذِمَّةُ المُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ، يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ،

*****

وفي قوله: «في هديه في الأماني، والصلح، ومعاملة رسل الكفار، وأخذ الجزية، ومعاملة أهل الكتاب» ذكر الكفار أولاً، ثم ذكر أهل الكتاب؛ لأن أهل الكتاب يختصون بأحكام عن بقية الكفار.

قوله: «ووفائه بالعهد»؛ وفاء النبي صلى الله عليه وسلم، الرسول لا يغدر أبدًا، يفي بالعهد، وإذا خاف من الكافر أن يغدر، فإنه ينبذ إليه عهده.

قال تعالى: ﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوۡمٍ خِيَانَةٗ فَٱنۢبِذۡ إِلَيۡهِمۡ عَلَىٰ سَوَآءٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡخَآئِنِينَ [الأنفال: 58]، لا ينهي العهد إلا بالإعلان، يعلن، ويقول: سننقض العهد معكم، وسننهي العهد معكم، لا يخونهم غدرًا، وإن فعلوا ما فعلوا، لا يبادرهم ويخونهم، بل يعلن هذا لهم.

وإذا قرأت أول سورة براءة، عرفت هذا، قال تعالى: ﴿بَرَآءَةٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦٓ إِلَى ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّم مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ١ فَسِيحُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَرۡبَعَةَ أَشۡهُرٖ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُمۡ غَيۡرُ مُعۡجِزِي ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُخۡزِي ٱلۡكَٰفِرِينَ [التوبة: 1- 2]؛ أعطاهم مهلة أربعة أشهر، وبعدها يقاتلهم.

وقال تعالى: ﴿فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلۡأَشۡهُرُ ٱلۡحُرُمُ [التوبة: 5]، المراد بالأشهر الحرم هنا: المدة التي ضربها لهم، وليست الأشهر الحرم الأربعة.

قوله: «ذِمَّةُ المُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ، يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ»؛ أي رجل أو امرأة إذا أعطى الأمان لأحد من الكفار، فإنه يحترم، ولا يغدر به.


الشرح