×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ صَرْفًا وَلاَ عَدْلاً» ([1]).

وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمٍ عَهْدٌ، فَلاَ يَحِلَّنَّ عُقْدَةً وَلاَ يَشُدَّهَا حَتَّى يَمْضِيَ أَمَدُهُ، أَوْ يَنْبِذَ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ» ([2]).

*****

قوله: «فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا»؛ أي: من خان في عهد مسلم، «فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»، وهذا وعيد شديد.

قوله: «لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ صَرْفًا وَلاَ عَدْلاً»، قيل: المراد بالصرف: النافلة، والعدل: الفريضة؛ أي: لا يقبل الله عز وجل منه نافلة ولا فريضة.

من أعطى قومًا عهدًا بينه وبينهم؛ كما قال تعالى: ﴿فَمَا ٱسۡتَقَٰمُواْ لَكُمۡ فَٱسۡتَقِيمُواْ لَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَّقِينَ [التوبة: 7].

فما داموا أوفياء بعهدهم، فيجب علينا أن نفي لهم بالعهد، وإذا حصل منهم ما حصل، فإنه يعلن لهم إنهاء العهد، ويعطون مهلة.

قوله: «حَتَّى يَمْضِيَ أَمَدُهُ»؛ أي: يتم العهد الذي بينه وبينهم.

وقوله: «أَوْ يَنْبِذَ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ»؛ أي: يعلن لهم إنهاء العهد.


الشرح

([1] أخرجه: البخاري رقم (1870)، ومسلم رقم (1370).

([2] أخرجه: أبو داود رقم (2759)، والترمذي رقم (158).