فَمَنْ أَخْفَرَ
مُسْلِمًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ،
لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ صَرْفًا وَلاَ عَدْلاً» ([1]).
وثبت عنه صلى
الله عليه وسلم أنه قال: «مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمٍ عَهْدٌ، فَلاَ
يَحِلَّنَّ عُقْدَةً وَلاَ يَشُدَّهَا حَتَّى يَمْضِيَ أَمَدُهُ، أَوْ يَنْبِذَ
إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ» ([2]).
*****
قوله: «فَمَنْ
أَخْفَرَ مُسْلِمًا»؛ أي: من خان في عهد مسلم، «فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ
اللَّهِ وَالمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»، وهذا وعيد شديد.
قوله: «لاَ يَقْبَلُ
اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ صَرْفًا وَلاَ عَدْلاً»، قيل: المراد بالصرف:
النافلة، والعدل: الفريضة؛ أي: لا يقبل الله عز وجل منه نافلة ولا فريضة.
من أعطى قومًا عهدًا
بينه وبينهم؛ كما قال تعالى: ﴿فَمَا ٱسۡتَقَٰمُواْ لَكُمۡ فَٱسۡتَقِيمُواْ لَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ
يُحِبُّ ٱلۡمُتَّقِينَ﴾ [التوبة: 7].
فما داموا أوفياء
بعهدهم، فيجب علينا أن نفي لهم بالعهد، وإذا حصل منهم ما حصل، فإنه يعلن لهم إنهاء
العهد، ويعطون مهلة.
قوله: «حَتَّى
يَمْضِيَ أَمَدُهُ»؛ أي: يتم العهد الذي بينه وبينهم.
وقوله: «أَوْ يَنْبِذَ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ»؛ أي: يعلن لهم إنهاء العهد.